تسعى الحكومة الروسية إلى تسريع إطلاق الروبل الرقمي، مشيرةً إلى أن جميع المواطنين سيكونون قادرين على استخدام العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC) خلال عام 2024، بعد أن سبق للبنك المركزي الروسي الإشارة إلى أن الروس قد يضطرون للانتظار حتى عام 2027 قبل إتاحة استخدامها في كافة أنحاء البلاد.
لكن وخلال الأسابيع الأخيرة، صرّح كبار المسؤولين الحكوميين بأنهم يفضلون إطلاق العملة الرقمية للبنك المركزي الروسي بشكلٍ أسرع، حيث نقلت وكالة RBC عن وزير المالية أنتون سيلوانوف (Anton Siluanov) تصريحه بأنه “خلال عام 2024، سيكون بإمكان جميع الروس” استخدام محافظ الروبل الرقمية “في عمليات الدفع”.
وكان سيلوانوف متفائلاً بشأن تبنّي العملة الرقمية للبنك المركزي مؤخراً، حيث أعلن عن قيام وزارته بتجربة إجراء عمليات الدفع الخاصّة بوزارة الخزانة أوائل العام المقبل، مشيراً إلى إمكانية استخدام موسكو للعملة الرقمية في تغطية تكاليف الرعاية الاجتماعية والإعانات الحكومية.
كما أكد سيلوانوف على تصريحاته الأخيرة المتعلقة بعملة CBDC الروسية، مشيراً إلى أن “النظام التقني” الخاص بعملة الروبل الرقمي “يتم تطويره بشكلٍ سريع جداً”، حيث أضاف:
“إنني متأكد من أننا سنكون جميعاً قادرين خلال العام القادم على تجربة إنشاء محفظةٍ رقميةٍ واستخدام العملة الجديدة في عمليات الدفع؛ إنها نفس عملة الروبل، ويمكن استبدالها بالعملة الورقية واستخدامها في إتمام المعاملات غير النقدية، [..…] إنه [تمثيلٌ بشكلٍ آخرَ] جديد لعملة الروبل الروسيّ القوية التي نعرفها جميعاً“.
“استخدام الروبل الرقمي” سيكون متاحاً أمام “جميع” الروس في عام 2024
ألمحت الوزارة سابقاً لكونها تتطلع إلى تجربة استخدام الروبل الرقمي في عمليات دفع “موسومةٍ” لإعانات الأطفال ومعاشات التقاعد عام 2024، وأعاد الوزير تأكيد هذا المسعى مجدّداً خلال تصريحاته للحاضرين بمعرض ومنتدى روسيا بقوله:
“[سيتيح لنا] الروبل الرقمي معرفة كيفية استخدام هذه الأموال، [فإذا ما تم استخدامه] لدفع إعانات الأطفال، فسوف يقتصر إنفاقها فقط على رعاية الأطفال دون أيِّ أغراض أخرى، فلا مجال للاحتيال وسوء الاستخدام هنا، وهو ما يحدث أحياناً مع وسائل الدفع الأخرى”.
وكان البنك المركزي الروسي أكثرَ حذراً تجاه إعلان إطارٍ زمنيٍّ لطرح CBDC الخاصّة به، متجنباً الإشارة حتى الآن إلى مناقشة استخدام الروبل الرقمي كوسيلة دفع دولية.
وتبدو مثل هذه التوقعات الجريئة -حتى الآن- حكراً على شخصياتٍ حكوميةٍ رفيعة المستوى أكثر تفاؤلاً ممّن أشاروا إلى إمكانية التحويل بين عملتي الروبل (الروسي) واليوان (الصيني) بصورتهما الرقمية، إلا أن البنك المركزي بدأ حالياً بإظهار دلالاتٍ على قناعته بإمكانية استخدام عملته خارجياً كذلك.
يُذكر أنه بتاريخ 7 كانون الأول/ديسمبر، صرّحت محافظة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا (Elvira Nabiullina) أمام منتدى مصرفيٍّ بأن “الأدوات المالية الرقمية” -بما فيها العملة الرقمية للبنك المركزي ربّما- تتمتع “بآفاقٍ رحبةٍ” في إتمام عمليات الدفع الدولية.
وكان سيلوانوف قد صرّح خلال كانون الثاني/يناير الماضي بأن المستثمرين إضافةً إلى الدول الراغبة بإتمام المعاملات التجارية مع الروس عن طريق العملات الرقمية مرحّبٌ بهم للقيام بذلك، في حال كانت وسيلة الدفع هذه “أكثرَ ملاءمةً” لهم.