أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن (Joe Biden) مقترحه لموازنة عام 2025 يوم الإثنين والذي تضمّن عدداً من الأحكام التي تهدف إلى إحداث تغييراتٍ في قطاع العملات الرقمية، بما في ذلك قاعدة “بيع الغسيل” (البيع بخسارة وإعادة شراء الأصل أو أصلٍ مماثلٍ خلال 30 يوماً) للأصول الرقمية وضريبة الإنتاج على عمليات تعدين العملات الرقمية.
مقترحات بايدن حول ضريبة تعدين العملات الرقمية ومكافحة “مبيعات الغسيل”
سيتضمّن مقترح الموازنة من الرئيس الأمريكي بقيمة 7.3 تريليون دولار -إذا تمت الموافقة عليه- تشديد الحكومة الفيدرالية على محاربة عمليات “بيع الغسيل” للعملات الرقمية، وهي العمليات التي يقوم فيها مالك العملة الرقمية ببيع الأصل بخسارة “لتقليل الضرائب الواجبة” ثم يُعيد شراءها بعد وقتٍ قصير.
وينص المقترح على إلغاء الإعفاء الضريبيّ من خلال “تحديث قواعد مكافحة الاستغلال الضريبيّ في قانون الضرائب لتشملَ العملات الرقمية تماماً كما تشمل الأسهم والأوراق المالية الأخرى”.
ووفقاً للمقترح، “توفر الموازنة مليارات الدولارات عن طريق إغلاق ثغراتٍ ضريبيةٍ أخرى تُفيد بشكلٍ كبيرٍ الأثرياء والشركات الضخمة والأكثرَ ربحيةً، بما في ذلك إغلاق الثغرات التي تصبّ في مصلحة المستثمرين الأثرياء من ناحية العملات الرقمية”.
بالمثل، ستفرض الموازنة المقترحة ضريبة إنتاج بنسبة 30% تعادل تكلفة الطاقة المُستخدَمةِ في شركات تعدين العملات الرقمية، وذلك وفقاً لكتاب الخزانة الأمريكية السنوي“Greenbook” .
كما أوضحت وزارة الخزانة أن “زيادة استهلاك الطاقة الناتجة عن نموّ تعدين الأصول الرقمية لها آثارٌ سلبيةٌ على البيئة وقد تكون لها تداعياتٌ على العدالة البيئية، بالإضافة إلى زيادة أسعار الطاقة لأولئك الذين يشتركون في الشبكة الكهربائية مع معدّني الأصول الرقمية”.
معارضة الجمهوريين مقترح الموازنة
تواجه موازنة بايدن لعام 2025 معارضةً قويةً من قِبَل الجمهوريين في الكونجرس، إذ حاولَ الرئيس الأمريكي إغلاق ثغرة “بيع الغسيل” وفرض ضريبةٍ على تعدين العملات الرقمية خلال السنواتِ السابقة دون جدوى.
وفي بيانٍ صدَرَ عن رئيس مجلس النواب مايك جونسون (جمهوريٌّ من لويزيانا) بالتعاون مع زعيم أغلبية الحجرة توم إيمر (جمهوريٌّ من مينيسوتا) وزعيم أغلبية الحجرة ستيف سكاليز (جمهوريٌّ من لويزيانا) والنائبة إليز ستيفانيك (جمهوريةٌ من نيويورك): “تُعتبر تكلفة موازنة الرئيس بايدن المقترحة تذكيراً آخرَ بالإنفاق غير المسؤول للإدارة واستهتار الديمقراطيين بالمسؤولية المالية. وأضافوا قائلين: ميزانية بايدن ليست مجرَّدَ تجاوزٍ للهدف – بل هي خارطة طريقٍ لتسريع تراجع أمريكا”.
وتستمرّ التوترات السياسية بين الديمقراطيين والجمهوريين في الوقتِ الذي يشتد فيه السباق الرئاسيّ لعام 2024 بعد الثلاثاء الكبير وخطاب الاتحاد السنوي للرئيس الأمريكي بايدن الأسبوع الماضي.
اقتراب المواجهة بين بايدن وترامب
يبدو أن المرشح الجمهوريّ الأول دونالد ترامب يدعم العملات الرقمية على الرغم من اعترافه بأنه “لم يكن من أنصارها” سابقاً، حيث كشف مؤخراً عن أن خط إنتاج الأحذية الجديد الذي يملكه يقبل عمليات الدفع بعملة بيتكوين.
من ناحيةٍ أخرى، حثّ جو بايدن على وضع توجيهاتٍ تنظيميةٍ لقطاع العملات الرقمية، وتم بالفعل إصدار أمر تنفيذيٍّ بشأن “ضمان التنمية المسؤولة للاستثمارات في العملات الرقمية” في عام 2022.
من كلّ ذلك، يبدو أن المرشحين الرئاسيين اللذين تنافسا في عام 2020 على وشك المواجهة مرّةً أخرى في تشرين الثاني/نوفمبر بمجرّد تأمين ترشيح حزبهما رسميّاً.