أعرب محللو مؤسسة جي بي مورغان (NYSE:JPM) (JPMorgan) عن عدم تفاؤلهم باتجاه سعر بيتكوين (Bitcoin-BTC) في المدى المنظور، إذ يرَون أن ارتفاعه الأخير يُعزى إلى صغار المستثمرين والمضاربات المؤسساتية، وذكرَ البنك في تقريره الصادر بتاريخ 14 آذار/مارس أن هاتين المجموعتين انضمّتا إلى متداولي ركوب الموجة -من أمثال مستشاري تداول السلع الأساسية- بالاستثمار في العقود الآجلة للذهب وبيتكوين.
تحليل JPMorgan لبيتكوين
يقدم تحليل البنك نظريةً مقابلةً لتلك التي تربط النجاح اللافت لصناديق التداول الفوريّ لبيتكوين في البورصة (Bitcoin Spot ETFs) بخروج استثماراتٍ من صناديق الذهب المتداولة في البورصة (Gold ETFs)، في إشارة إلى سحب المستثمرين استثماراتٍ من الأخيرة وضخّها بالأولى؛ فمنذ بداية العام، خرَجَت استثماراتٌ تفوق قيمتها 5 مليارات دولار من صناديق Gold ETFs، بينما اكتسبت نظيرتها الخاصّة ببيتكوين 12 مليار دولار.
“لا يعكس خروج استثماراتٍ (من Gold ETFs) عزوف مستثمري القطاع الخاص -كالأفراد ومكاتب إدارة الثروات العائلية- عن الذهب، وإنما يُشير إلى تغيّر أدوات الاستثمار من صناديق Gold ETFs باتجاه السبائك والعملات الذهبية”، حسبما جاء في تقرير محللي البنك بقيادة نيكولاوس بانيجيرتزوغلو (Nikolaos Panigirtzoglou).
فغالباً ما تتم مقارنة بيتكوين بالذهب نظراً للخلفية الاستثمارية المُشتركة بينهما؛ فكلاهما يُعتبر سلعةً محدودة المعروض وتمثل أداة تحوّطٍ ضد ارتفاع معدلات التضخم أو حدوث كوارثَ ماليةٍ، وسرعانَ ما اكتشف المضاربون على ارتفاع سعر بيتكوين مدى تفوّق الخصائص النقدية لبيتكوين على الذهب مثل الندرة وسهولة النقل، متوقعين أن يأتي يومٌ “تحتلّ” فيه بيتكوين مكانة الذهب.
ولكنّ محللي البنك أشاروا إلى أن مستثمري Gold ETFs يتجهون إلى شراء معدن الذهب (الملموس) ببساطةٍ لأسباب أمنيةٍ بقولهم: “ازدادت أهمية اعتباراتٍ مثل الخصوصية والاستثمار في أصولٍ ملموسةٍ بالنسبة لمستثمري القطاع الخاصّ منذ وباء كورونا، وهو ما تفتقره Gold ETFs مقارنةً بامتلاك السبائك والعملات الذهبية”.
وأضاف التقرير أن الطلب على معدن الذهب الملموس كان أعلى مقارنةً بنظيره لـ ETFs الذهب منذ الوباء، حتى أنه تجاوز مشتريات البنوك المركزية من المعدن الثمين.
ما هي الاستثمارات الحقيقية الواردة إلى Bitcoin ETFs؟
رغم النجاح اللافت الذي حققته Bitcoin ETFs، يعتقد محللو البنك أنها تعاني من تحدياتٍ معاكسةٍ لتحديات الاستثمار في الذهب؛ حيث يسارع مالكو عملات بيتكوين إلى بيعها عبر منصات تداول الكريبتو للاستثمار في Bitcoin ETFs بالمقابل، وتم تأكيد هذه النظرية من خلال بياناتٍ تشير إلى خروج استثماراتٍ بقيمة 7 مليارات دولار من منصات التداول منذ إطلاق هذه الـ ETFs.
وأضاف المحللون: “بعبارة أخرى، يُرجَّحُ أن يكون صافي الاستثمارات الواردة من صغار المستثمرين إلى صناديق ETFs حديثة الإطلاق قريباً من 2 مليار دولار”.
ورغم مواصلة شركة مايكروستراتيجي (MSTR) سعيَها لجمع أموالٍ لشراء عملات BTC، يعتقد JPMorgan أن هذا يضيف زخماً شكلياً إلى السوق المنتعشة أساساً، ما قد يعجّل بحدوث تصحيح سعريّ كبيرٍ آتٍ.