يرى الرئيس التنفيذيّ لشركة بلاك روك (BlackRock) -لاري فينك (Larry Fink)- حالياً في عملة بيتكوين (Bitcoin-BTC) ما يؤهلها لأن تصبحَ أداةً ماليّةً موثوقة، حيث أشار إلى قدرتها على توفير عوائد غير مسبوقةٍ إلى جانب استخدامها للتحوّط من تراجع قيمة العملة الرسميّة، وتُعَد BlackRock حالياً كبرى شركات إدارة الأصول عالمياً، حيث تبلغ قيمة الأصول الخاضعة لإدارتها 10.6 تريليون دولار.
ففي حديثه لبرنامج “Squawk on the Street” على قناة CNBC، صرّح فينك بأنه غيّرَ رأيه حالياً بعد أن كرَّسَ وقتاً لدراسة عملة بيتكوين وتعرّف -بشكلٍ جيد- على فئة الأصول هذه، حيث قال: “إنني أؤمن بشدة بأهميّة تواجد عملة بيتكوين ضمن أصول المحافظ الاستثماريّة”.
وكان موقف فينك من رائدة القطاع قد تغيّر بشكلٍ ملحوظ مع توالي السنوات، في انعكاس لما مرّت به رحلة القبول المؤسسيّ الموسّع لعملة بيتكوين؛ فخلال سنوات ظهورها الأولى، أبدى رئيس شركة BlackRock التنفيذي شكوكاً حول عملة BTC وقطاع الكريبتو بأكمله، وكثيراً ما أعرب عن مخاوفه بشأن الطبيعة المُضاربة لبيتكوين، مشدداً على المخاطر المتعلّقة بتقلباتها السعريّة.
عملة بيتكوين تُعَد أداة ماليّة موثوقة
قال فينك: “أعتقد أن عملة بيتكوين تمثل أصلا موثوقاً، فبينما لا أحاول نفي إمكانية إساءة استخدامها كأي أصلٍ آخر، لكنني أعتبرها أداةً ماليّةً موثوقةً تتيح إمكانيّة كسب عوائد تُعَد غير مسبوقة، وأعتقد أنها أداةٌ استثماريّةٌ يمكن اللجوء إليها مع اشتداد مشاعر الخوف”، وأضاف: “إنها أداة يمكن استخدامها عندما تعتقد أن البلدان تعمد إلى خفض قيمة عملتها الرسميّة عبر طباعة المزيد منها لسداد عجز موازنتها”.
ففي عام 2017 وخلال موجة الرواج الهائل للعملات الرقميّة، وصف فينك عملة BTC بأنها تُعَد “مؤشراً لأنشطة غسيل الأموال”، في تسليطٍ للضوء على إمكانيّة استخدامها في أنشطةٍ غير مشروعة، وجاءت شكوكه -حينها- متوافقةً مع آراء العديد من روّاد القطاع المالي، ممّن كانوا ينظرون إلى قطاع الكريبتو -بأكمله- بحذرٍ وريبة.
نقطة التحوّل جاءت عند ظهور صندوق BlackRock في قائمة Bitcoin ETFs حديثة الإدراج
جاءت النقطة الفارقة الدالة على تبدل موقف فينك عندما أصبح صندوق تداول بيتكوين الفوري في البورصة (Bitcoin Spot ETF) التابع لشركة BlackRock ضمن قائمة 11 صندوقاً مماثلاً وافقت على إطلاقها لجنة الأوراق الماليّة والبورصات (SEC) في كانون الثاني/يناير الماضي، وصرّح فينك حينها بأنه يرى في عملة بيتكوين ما يؤهلها لأن تصبح بمثابة “الذهب الرقميّ”.