أشار منتدى المؤسسات النقدية والمالية الرسمية (OMFIF) في تقريرٍ جديدٍ صدر يوم الخميس الماضي إلى أن المُرشّحة الرئاسيّة للحزب الديمقراطي كامالا هاريس (NYSE:LHX) (Kamala Harris) لا تستطيع تحمّل تبعات التنازل عن ورقة الكريبتو للمرشح الجمهوريّ دونالد ترامب في الولايات المتأرجحَة قُبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024.
منتدى OMFIF: الكريبتو ملف أساسي بيد كامالا هاريس قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية
وفقاً للمؤسسة الفكرية المستقلة، يتعيّن على هاريس “تحديد أجندتها الخاصة بأصول الكريبتو وإلا فإنها تخاطر بخسارة كاملةٍ لصالح الجمهوريين” نظراً لفشلها في دعم قطاع البلوكتشين.
وفي حين تشير التقارير إلى أن نائبة الرئيس الأمريكي الحالية قد تكون “أكثر انفتاحاً” على قطاع الكريبتو من سلفها جو بايدن، إلا أنها بقيت متحفظةً بعض الشيء في موقفها تجاه الأصول الرقمية.
بالمقارنة، يبرز موقف ترامب المتبني للعملات الرقمية بقوة، حيث ألقى خطاباً الأسبوع الماضي خلال مؤتمر “Bitcoin 2024” في مدينة ناشفيل (Nashville)، أعلن فيه عزمه جعلَ الولايات المتحدة “عاصمة الكريبتو على هذا الكوكب” وفق تعبيره؛ في حين رفضت هاريس حضور مؤتمر الأصول الرقمية الأول، بحسب بعض الأنباء.
وكتب لويس ماكليلان (Lewis McLellan) من منتدى OMFIF مُعلّقاً: “من غير المفاجئ أن يجد مجتمع الكريبتو والحزب الجمهوري أن لديهما شيئاً مشتركاً، فلطالما تفاخر قطاع الكريبتو بطبيعته المناهضة للمؤسسات، لذا فإن حزب الحكومة الصغيرة -لا سيّما نسخته التي خلقها الرئيس السابق دونالد ترامب- قد يكون حاضنته السياسية الأنسب”.
دونالد ترامب يواصل حملته الداعمة للكريبتو
يأتي تعليق OMFIF عند نقطة تحوّلٍ مهمة في الدورة الانتخابية لهذا العام، حيث تُظهر البيانات الأخيرة أن الكريبتو يُشكّل قضيةً رئيسيةً لـ 20% من الناخبين في الولايات المتأرجحَة هذا العام.
ويبدو أن الموقف الصارم الذي تنتهجه إدارة بايدن في مسألة تنظيم الأصول الرقمية قد يضرّ بشكلٍ واضحٍ بفرص هاريس في الفوز بأصوات مجتمع الكريبتو.
كذلك يستشهد منتدى المؤسسات النقدية والمالية الرسمية (OMFIF) بالرفض الديمقراطي لمشروع قانون الابتكار المالي والتكنولوجيا للقرن الحادي والعشرين (FIT21)، وقرار بايدن باستخدام حق النقض ضد إلغاء الكونغرس للنشرة المحاسبية المثيرة للجدل SAB121 الصادرة عن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، كل ذلك مقابل وعود ترامب بتوفير إطارٍ تنظيميّ صديق للكريبتو إذا ما تم انتخابه.
وقال منتدى OMFIF: “رغم أنه تم التخلص من عدد كبير من المجرمين والمحتالين خلال السنوات القليلة الماضية (بفضل الجهود الكبيرة من جانب هيئة الأوراق المالية والبورصات)، إلا أن [قطاع الكريبتو] يظل ناقلاً محتملاً للنشاط الإجرامي ومصدراً لمخاطر جديدة تُهدّد المستثمرين. وإذا ما تم تنظيم القطاع بشكل صحيح، فيمكنه توفير نموّ وفرص اقتصاديةٍ كثيرة، ما يعني أن جعل مسألة الكريبتو لعبة مساوماتٍ انتخابيةٍ حزبيةٍ لن يضرّ فقط بصناعة العملات الرقمية، بل وبالبلاد أيضاً”.