Investing.com - شهدت عملة بيتكوين أكبر تراجع لها خلال عطلة نهاية الأسبوع على مدار يومين منذ الانتخابات الأميركية، حيث سيطر الحذر على الأسواق العالمية، وسط تقييم المتداولين لتأثير السياسات المحتملة للرئيس المنتخب دونالد ترمب على الأسواق.
تراجعت العملات المشفرة بنحو 3% يومي السبت والأحد، لكنها استعادت جزءاً من خسائرها وارتفعت للتداول بالقرب من 92 ألف دولار خلال هذه اللحظات من تعاملات يوم الاثنين، حيث ترتفع بما يقرب من 1% في الـ 24 ساعة الأخيرة. يأتي ذلك بالتزامن مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن التوقيت الذي سيستغرقه ترمب للوفاء بوعوده المرتبطة بالعملات المشفرة، مثل فكرة إنشاء احتياطي أميركي من بيتكوين، ومدى واقعية تنفيذ مثل هذه الخطط.
سعر البيتكوين قد يصل لأكثر من 200 ألف دولار
بينما لا تزال عملة بيتكوين (BTC) تتداول دون حاجز الستة أرقام، تتوقع إحدى الشركات بثقة أن سعرها قد يتضاعف بأكثر من مرتين مقارنة بالسعر الحالي البالغ 90,000 دولار. ووفقاً لتقرير صادر عن BCA Research، فإن الهدف النهائي لعملة بيتكوين قد يتجاوز 200,000 دولار.
تعتمد هذه التوقعات على ما يُعرف بـ"تعقيد البعد الكسري على مدى 260 يوماً"، وهو مقياس لأنماط التغيرات في سعر بيتكوين. هذا المؤشر لا يزال أعلى بكثير من مستوى 1.20، وهو العتبة التي عادةً ما تشير إلى قمم الأسواق الصاعدة عند انخفاض القراءة عنها. وتشير BCA Research إلى أن انخفاض المؤشر إلى ما دون هذا المستوى قد يتزامن مع تجاوز الأسعار 200,000 دولار.
يقيس هذا المؤشر مدى تعقيد تغيرات السعر خلال 260 يوماً، وهو يعتمد على تحليل البُعد الكسري (Fractal Dimension)، الذي يحدد الأنماط المتكررة التي تظهر على نطاقات مختلفة، وغالباً ما تُلاحظ في الطبيعة والرياضيات. وفي الأسواق المالية، يُستخدم تحليل البُعد الكسري لتحديد الأنماط المتكررة وتقديم تنبؤات مستندة إلى ذلك.
كلما زاد تعقيد البُعد الكسري، زادت صعوبة تفسير اتجاهات الأسعار، ما يجعل تحركات السوق أكثر تقلباً. في المقابل، انخفاض القراءة يعني أن أنماط الأسعار أصبحت أكثر استقراراً وقابلية للتنبؤ. القراءات المنخفضة قد تعكس حالة من الاطمئنان المفرط بين المتداولين بأن الأسعار ستستمر في اتجاه معين، وهو ما يُلاحظ عادةً عند قمم الأسواق الصاعدة.
الحماس يتراجع
في الأسواق الأميركية، خفّت الحماسة تجاه موقف ترمب المؤيد للأعمال، مع تصاعد المخاوف من التضخم وفرض تعريفات تجارية، إضافة إلى تمويل التخفيضات الضريبية عبر العجز. كما قلص المستثمرون توقعاتهم بخفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، نظراً لقوة الاقتصاد، مما قد يمثل تحدياً للعملات المشفرة بسبب تأثير ظروف السيولة على الطلب على الأصول الرقمية.
شهدت بيتكوين نشاطاً مكثفاً منذ تحقيقها مكاسب قياسية عقب الانتخابات في 5 نوفمبر. وعلق توني سيكامور، محلل الأسواق في "آي جي أستراليا"، بأن العديد من الأخبار الإيجابية أصبحت مدمجة في سعر العملة.
الرئيس المنتخب دونالد ترمب تعهد بإطار تنظيمي داعم للعملات المشفرة، وإنشاء احتياطي استراتيجي من بيتكوين، وتحويل الولايات المتحدة إلى مركز عالمي لهذا القطاع. هذا الموقف جاء بعد أن كان متشككاً في البداية تجاه هذه العملات، لكنه غيّر توجهه بعدما استثمرت شركات العملات المشفرة بكثافة لدعم مصالحها خلال الحملة الانتخابية.
إجراءات إيجابية للسوق
أشار استراتيجيون من "جيه بي مورغان تشيس"، بقيادة نيكولاوس بانيغيرتزوغلو، في مذكرة إلى إمكانية موافقة الإدارة الأميركية المقبلة على تشريعات تدعم العملات المشفرة قريباً. وأضافوا أن هذا التشريع قد ينقل السوق من نهج "التنظيم عبر الإنفاذ" إلى نهج أكثر تعاوناً، مما يوفر مرونة أكبر للبنوك للتعامل مع الأصول الرقمية، ويزيد التفاؤل بشأن صناديق التداول التي تستثمر في رموز رقمية بخلاف بيتكوين و"إيثريوم".
كما أوضح الاستراتيجيون أن الوضوح التنظيمي يمكن أن يشجع شركات رأس المال الاستثماري على دخول السوق، وتعزيز عمليات الاندماج والاستحواذ والعروض العامة الأولية. لكنهم أشاروا إلى أن إنشاء احتياطي أميركي من بيتكوين يظل احتمالا ضعيفاً.
في الفترة بين 6 و13 نوفمبر، جذبت صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة الأميركية تدفقات صافية بلغت 4.7 مليار دولار، لكن هذه الصناديق شهدت تدفقات خارجة بقيمة 771 مليون دولار يومي الخميس والجمعة، وفقاً لبيانات "بلومبرغ".