Investing.com - تعد العملات الافتراضية المستقرة بمثابة سلالة جديدة من العملات الافتراضة أنشأت بهدف التغلب على مشكلة التقلب في الأسعار، وأكثرهم شعبية هم التيثر، بايسكوين، ترو يو اس دي، وماكرداو.
وبصفة عامة، تستخدم أي عملة كوسيلة للتبادل ووسيلة لتخرين القيمة، ويجب أن تكون قيمتها ثابتة. أما بالنسبة للعملات الافتراضية، فشهدت أشهرهم وهي البيتكوين في الآونة الأخيرة مستويات عالية من التقلب، وارتفعت من 5940 دولار إلى 19190 دولار ما بين منتصف نوفمبر إلى منتصف ديسمبر الماضي، ثم انخفضت إلى 6900 دولار في مطلع فبراير الماضي، وبعيدا عن بتكوين فليس من الغريب أن تشهد أي عملة افتراضية قفزات عالية أو انخفاضات بنسبة 10% خلال 24 ساعة.
إن تقلبات بهذا الحجم ليست صفة لعملة مستقرة، وهي غير عملية للاستخدام السائد، ولكنها تعد جذابة للمضاربين، ما أدى هذا إلى أسئلة خطيرة حول جدوى العملات الافتراضيةكطريقة موثوق بها للمعاملات.
ولهذا ظهرت الفئة الجديدة من العملات الافتراضية، تحت اسم العملات المستقرة، والتي تهدف إلى توفير استقرار الأسعار وتقييمات ثابتة، وتستطيع العملة المستقرة النموذجية الاحتفاظ بقدراتها الشرائية وأن يكون لديها حد أدنى من التضخم، وهو كاف بما يكفي لتشجيع إنفاق العملات بدلا من تخزينها.
وبما أن العملات الافتراضية تعمل على مستوى عالمي ولا تخضع لسيطرة أي سلطة مركزية مثل البنوك المركزية، فهي تقدم أفضل ما في الاتجاهين وهو الأمن ومجهولية الهوية والميزات اللامركزية والتقلب المنخفض للعملات الورقية.
ومن أجل الحفاظ على الثبات وتقليل تقلب الأسعار، تستخدم العملات المستقرة طرق مختلفة يمكن تقسيمها إلى ثلاثة طرق وهم:
1- ربط العملة المستقرة بعملات ورقية: وفي هذه الحالة، تستخدم العملة كمية معينة من العملات الورقية القياسية مثل الدولار كضمان لإصدار العملة، ويمكن أن تشمل الأشكال الأخرى للضمانات المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة ، وكذلك السلع مثل النفط.
وهذه الطريقة هي واحدة من أبسط الطرق لإنشاء وتشغيل عملات افتراضية مستقرة، كما ينظر إليها كحل ممكن يمكن أن تعتمده البنوك المركزية لإصدار نسخ خاصة بها من العملات الرقمية.
وتتطلب هذه الطريقة تواجد جهة تحتفظ بالعملة الورقية أو ضمانات السلع، وإصدار السندات إلى جانب الحرص على استرداد قيمة العملات المستقرة. كما تتطلب أيضا عمليات تشغيلية مثل عمليات التدقيق والتقييم المتكرر، ومن أمثلة العملات المستقرة التي تستخدم هذه الطريقة التيثر وعملة ترو يو اس دي.
2- ربط العملة المستقرة بعملة افتراضية: وهي شبيه للطريقة الأولى فيما عدا أن الربط يكون بعملة افتراضية بدلا من عملة ورقية، ولاستيعاب التأثير السلبي لتقلب العملات الافتراضية يتم ربط عملة افتراضية ذو قيمة عالية بعملة مستقرة ذو قيمة أقل، ما يعني أن ما يعادل 1000 دولار من قيمة البتكوين يستخدم لإصدار ما يعادل 500 دولار من العملات المستقرة.
ومن ضمن العملات المستقرة التي تستخدم هذه الطريقة، عملة ماكرداو، التي تستخدم مجموعة من أصول التشفير كضمان ومدعومة من عملة الإثيريوم.
3- عملات مستقرة غير مدعومة: ولا يتم ربط هذه العملات بأي أصول كضمانات، ولكن تعمل بطريقة معينة لتحتفظ بقيمتها ثابتة، على سبيل المثال يمكن لهذه العملات أن تشتمل على قاعدة تضمن ضبط كمية المعروض من العملة بما يتناسب مع التغييرات في قيمة العملة. هذه الطريقة تشبه إجراءات البنك المركزي والذي يزيد أو يقلل من طباعة الأوراق النقدية للحفاظ على استقرار العملة الورقية.
ويمكن تحقيق ذلك من خلال تنفيذ عقد ذكي على منصة لا مركزية يمكن أن تعمل بطريقة مستقلة. ومن أشهر هذه العملات، البايسكوين، التي يتم ربطها بدولار واحد وتتبع نهجا بعيدا عن الضمانات، وتستعين بالتصويت لتقليل وزيادة المعروض من العملة على أساس الحاجة.
ومن الأكيد أن زيادة التبني للعملات الافتراضية المستقرة بكل أنواعها بمثابة محفز مهم لتعميم استخدام العملات الافتراضية في المعاملات اليومية، وللتطبيقات الأخرى مثل استخدامها لتداول السلع والخدمات عبر شبكات البلوكتشين، وحلول التأمين اللامركزية، وعقود المشتقات، والتطبيقات المالية مثل قروض المستهلكين، وأسواق التنبؤات.