investing.com - يعتبر تقلب الأسعار في العملات الافتراضية سلاح ذو حدين، إذ ساهم في تعزيز السوق خاصة في الفترة مابين نوفمبر وديسمبر 2017، عندما ارتفعت البيتكوين بشكل مذهل، وفي نفس الوقت كان السبب في خسارة مبالغ كبيرة في 2018 عندما انخفضت البيتكوين بأكثر من 50% من قيمتها.
ومن جانبه شعر سوق التشفير بالآثار السلبية لتقلب البيتكوين، لأن مع انخفاض سعر العملة انخفض حجم التداول والاهتمام بمجال العملات الافتراضية بشكل عام، كما يمكن للتقلب أن يتسبب في حدوث هجرة جماعية كبيرة للمستثمرين، ما يؤدي إلى تأخر اكتساب العملات الافتراضية التبني الشامل.
ولذلك فإن الأمر يتطلب الشجاعة والدراية الكافية للمستثمر من أجل الحفاظ على أمواله والمساهمة بشكل إيجابي في اقتصاد التشفير المزدهر.
ويلعب التقلب دورا هاما في مساعدة العملات الافتراضية على الوصول إلى السوق السائدة بعد أن كانت العملات الافترضية والبيتكوين بشكل خاص سيئة السمعة، إذ بدأت البنوك وقادة الفكر في المؤسسات المصرفية والمالية في التعبير عن آرائهم تجاه هذا السوق، ما بين مشجعه ومن يحرض على حظره والابتعاد عنه.
وقد قامت منصتي "شيكاغو" و"شيكاغو مركنتلي" للتبادل بعرض تداول العقود الآجلة للبيتكوين في يومي 18 و 10 ديسمبر 2018 على التوالي. كما ظهرت تقارير أن بنك غولدمان ساكس وباركليز يبحثان في فكرة إنشاء مكتب تداول.
أما عن وسائل الإعلام فبدأت تنشر قصص عن أفراد أصبحوا أثرياء بين عشية وضحاها بفضل البيتكوين، وشجعت العديد لدخول لهذا السوق وتحقيق مكاسب ضخمة.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة "هوملند" الخاصة بالتمويل العقاري، إيتاي كوهين، أنالتقلب هو أمر يدفع المستثمرين إلى الابتعاد عن سوق العملات الافتراضية، ويتجهون إلى استثمارات أكثر استقرارا مثل سوق العقارات، لذا تهدف الشركة إلى احتضان المستثمرين الحذرين وفي نفس الوقت جذب مستثمرين أكثر جرأة يستطعيون تقبل تقلب الأسعار.
ويجب على المسثتمرين الذين دخلوا سوق التشفير في وقت اتجاهه الصعودي للاستفادة من التقلبات الصعودية، أن يكونوا أقوياء بما يكفي لتحمل السوق عند أعلى مستوياته الهبوطية.
وبالنسبة للمستثمرين المؤسسين فإن التعامل مع التقلبات ليس بالأمر الجديد، لأن الأصول والأسهم عرضة للتأرجح، لكن في نفس الوقت يكمن تقلب أسعار العملات الافتراضية في كونه غير متوقع وخارج امخططات الخبراء.
وبما أن سوق الأوراق المالية كان موجود منذ فترة أطول بكثير من العملات الافتراضية، فهو يعد مكان مناسب لتلقي النصح حول التعامل مع مستويات التقلب المنخفضة والمرتفعة، والتنقل ما بين الاستثمارات طويلة وقصيرة الأجل.
وذكر مؤسس شركة "لايفلايدوت"، روجر ما، استراتيجية خاصة بالعملات الافتراضية، و بموجب هذه الاستراتيجية، يمكن شراء استثمار وفقا لجدول زمني محدد. هذه الإستراتيجية الإستثمارية تمنع بشكل أساسي من القيام بتحركات غير مدروسة للدخول أو الخروج من السوق. كما ظهرت إستراتيجية "هودل" التي تقول إنه لا داعي لترك التغييرات اليومية تؤثر على المستثمر، ويجب التمسك بالعملة لتجنب التقلب تمامًا.
كما يرى الكثيرين ضرورة تنويع المحفظة الاستثمارية، لتشمل بعض الأصول الأكثر استقرارا مثل الذهب والعملات التقليدية النقدية والسندات إلى جانب العملات الافتراضية.