investing.com - في النهار يعمل بول انجوس كمهندس، بينما في الليل يصبح مقدم لأهم عمليات طرح العملة عبر قناته على اليوتيوب، التي يتابعها 8000 شخص، في مقابل عدة عملات افتراضية.
ويعود الفضل في ذلك إلى العالم المزدهر والغامض للعملات الافتراضية، وحملات المكآفات المشفرة التي تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يقوم بعض مشاهير هذه الوسائل في استخدام حساباتهم من أجل الدعاية لبعض المشاريع التشفيرية، ويحصلون على مقابل مادي.
ومن ضمن المشاهير الذين قاموا بهذه الحملات، جون ماكافي، الذي يروج بشكل دائم لسوق التشفير والأصول الرقمية، وقد أوضح في شهر مارس الماضي أنه يتلقى نحو 105.000 دولار في مقابل التغريدة الواحدة على حسابه على تويتر، وتلعب هذه الحملات دورا كبيرا في الترويج لعميليات طرح العملة، خاصة بعد قيام عمالقة الإنترنت جوجل وفيسبوك وتويتر بحظر إعلانات العملات الافتراضية.
ويعد انتشار هذه الحملات من ضمن أحد الأسباب التي تجعل عمليات طرح العملة تجمع الأموال بوتيرة قياسية، في ظل حظر إعلاناتها وعمليات البيع الحادة في سوق التشفير مثل بيع البيتكوين. ويقول المدافعين عن هذه الحملات أنها طريقة غير مكلفة لبناء علامة تجارية، في حين يراها النقاد أرض خصبة لعمليات الاحتيال والتضليل، وبالنسبة للجهات التشريعية التي تنظر للعملات الافتراضية كأوراق مالية، فإن المروجين لها يخاطرون بالوقوع فريسة في أيدي السلطات من خلال العمل كوسطاء وتجار غير مسجلين.
وأوضح المدير العالمي لاستراتيجية تكنولوجيا المعلومات في شركة "أوتونوميس ريسيرش" في لندن، ليكس سوكولين، أن المشرعين سيتخذون موقفا صارما بمجرد أن يصبح واضحا كيف يتم التلاعب بالنتائج المالية عن طريق التداول وخلق تصورات زائفة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد شعر بعض المروجين بهذه الخطورة، إذ قام جون ماكافي بنشر تغريدة في 19 من يونيو الجاري لمتابعيه ال820.000 ، قال فيها إن لم يعد يعمل مع عمليات طرح العملة ولا يروج لهم بعد أن تلقى تهديدات من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.
وأطلقت هيئة الأوراق المالية والبورصات دفعة قوية ضد ترويج المشاهير للمشاريع الرقمية في نوفمبر من العام الماضي، محذرة من أن هؤلاء المروجين غالبا ما يفتقرون إلى الخبرة لضمان أن الاستثمارات مناسبة.كما حثت لجنة تداول السلع الآجلة، وهي جهة تنظيمية أخرى في الولايات المتحدة، العملاء على تجنب شراء العملات الافتراضية بناء على النصائح المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.