investing.com - غالبا ما يتم وصف العملات الرقمية كحل مناسب للعديد من المشاكل، ولكن ما مدى معرفة خبراء العملات الرقمية بهذه المشاكل ومن يتعرض لها وطريقة حلها؟ وكم عدد الأشخاص الذي سينجحون في مهنة خبير العملات الرقمية؟
لقد دفعتنا ثورة تقنية البلوكتشين إلى مكان جديد كليا، وفي حين أن العديد من عناصره كانت متواجدة بالفعل مثل التشفير، التكنولوجيا الموزعة، تطبيقات الويب، أنظمة المدفوعات، والمال، إلا أن توليف هذه العناصر الفريد أدى إلى خلق مجال جديد تماما.
وفي حين ظهرت مجموعة متنوعة من الدورات بشأن تقنية البلوكتشين في الجامعات، إلا أن معظم المعرفة الفعلية حول السوق الناشيء تم من خلال الطريقة القديمة: القراءة، الفعل، والتحدث مع آخرين في هذا المجال على مدار السنوات القليلة الماضية.
وبالتالي أصبح من قاموا بالتعليم الذاتي من خلال التجربة الشخصية هو أفضل نوع من الخبراء، ولكن هذا النوع من الخبراء يفتقر إلى العديد من المعلومات الهامة بخصوص نظريات الاقتصاد، تطبيقات الأعمال، والتداول اليومي، ولذا نجد تنوع كبير في آراء خبراء التشفير وعدم اتساق واضح.
ويختلف التعليم المؤسسي عن الذاتي، إذ يركز الأول على توفير صورة كاملة لموضوع معين، ولكنه يميل إلى عدم الاستجابة إلى حد كبير لمتطلبات وتغييرات السوق. أما التعليم الذاتي فيميل إلى الاستجابة إلى متطلبات السوق، لأنه يجب أن يبرر وجوده بناء على الفائدة في الاقتصاد الحالي.
وفي الوقت الحالي يعد عالم العملات الرقمية نظام منفصل نسبيا يخدم نفسه بنفسه، مع تواجد عدد كبير من الشركات الناجحة والمستخدمين المشجعين لهذا القطاع، والأرباح المكتسبة نتيجة المضاربة. ولكن يمكن لمتطلبات السوق أن تتغير في غمضة عين وتصبح مهارات هذا النوع من الخبراء غير مجدية.
وبنظرة فاحصة على فائدة مهارات خبراء التشفير، نجد أن معظم خبراء التشفير اختبروا تداول يومي للبيتكوين على منصات التداول كزوج أساسي، والذي قد يصبح مختلفا تماما إذا توقف السوق عن اعتماده على المضاربة، أو توقفت البيتكوين عن كونها المعيار الذهبي للسوق.
وقد يعرف خبراء التشفير أحدث منصات العقود الذكية وطريقة عملهم، ولكن ليس لديهم فكرة عن كيفية تنفيذ عقد ذكي وتطبيقه في العالم الحقيقي أو التأكد من مدى فعاليته من حيث الكلفة والكفاءة.
وأيضا قد يعرفوا تفاصيل العملات الرقمية، ولكن ليس لديهم أي فكرة عن كيفية الحفاظ على خصوصية المستهلك من خلال استخدامها، وتحديد طرق الحيازة الخاصة، أو إنشاء منهج عملي من البداية إلى النهاية، بما يشمل تجربة المستخدم العليا والقابلية للتوسع دون المساس بعرضه الأساسي.
وحتى مهارات مثل التطوير والتسويق يمكن أن تصبح عديمة الفائدة عند تطبيقها على ظروف السوق التي لم تعد موجودة.
إن معظم صناعة العملات الرقمية مبنية على التعلم الذاتي لما يمكن أن تفعله هذه العملات، ومحاولة تخيل كيف يمكن تطبيق ذلك على العالم الحقيقي، وجني المال من الأشخاص المستعدين للتخمين بشأن هاتين النقطتين، ولكن بمجرد أن تتوفر الإجابة على السؤالين ويتم طرحهما في الاقتصاد العالمي، قد يصبح خبير التشفير عديم الفائدة، ويحل محله مجموعة جديدة من الباحثين.