investing.com - تواجدت مخططات الاحتيال والتلاعب بالأسعار منذ سنوات في الأسواق، حيث يجني المحتالين ثروات ولا يبقى للضحايا أي شيء، ومؤخرا بدأ المحتالين يستهدفون أسواق العملات الرقمية بعد الازدهار الضخم الذي شهدته.
وجد تحليل جديد أجرته صحيفة "وول ستريت" أن المجموعات التجارية تلاعبت بأسعار العملات الرقمية لتصل قيمتها إلى 825 مليون دولار في نشاط التداول على مدار الأشهر الستة الماضية، ما أدى لخسائر بقيمة مئات الملايين من الدولارات لضحايا هذا النوع من مخططات الاحتيال.
وبرصد بيانات التداول والاتصالات عبر الإنترنت بين متداولي العملات الرقمية منذ بداية عام 2008 إلى نهاية شهر يونيو الماضي، عثرت الصحيفة على 175 مخطط للاحتيال والتلاعب بالأسعار يغطي 121 عملة رقمية مختلفة، وفي العديد من هذه الحالات ارتفع سعر العملة وانخفض مرة أخرى في غضون دقائق.
وتتعامل لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بانتظام مع هذا النوع من المخططات التي تهز سوق الأسهم، ولكن الوضع مختلف في سوق التشفير، لكونه غير مقنن ومجهول الهوية.ويلتقي المتداولين في غرف الدردشة الرقمية مثل "تليجرام" و"ديسكورد"، وغالبا ما يتم ذلك عن طريق الدعوة فقط.
وتعد أكبر مخططات التلاعب الأسعار هو ما أسمته الصحيفة "Big Pump Signal"، الذي يحظي بأكثر من 74000 متابع، وقامت هذه المجموعة بجمع 222 مليون دولار بفضل التداول، من خلال ضخ عملات رقمية وبيعها بعد عدة دقائق.
وعادة ما تقوم هذه المجموعة بالإعلان عن تاريخ ووقت ومنصة التداول والعملة الرقمية ليتم ضخها، وثم تترك المتداولين يخلقون إحساس بالجنون حول شراء هذه العملة، وعند ارتفاع سعرها سيقوم المتداولين بالبيع، كل هذا يتم في خلال دقائق معدودة.
وضربت الصحيفة مثال على هذا النوع من المخططات، وهو ما حدث لعملة "cloakcoin" وهي عملة غير معروفة نسبيا ويتم تداولها على منصة "بينانس"، في شهر يوليو الماضي استهدفتها مجموعة "Big Pump Signal" وارتفع سعر العملة إلى 50%، لتنخفض بعد دقيقتين إلى 1 دولار للعملة الواحدة، وكان هناك نحو 6700 متداول قاموا بصفقة بلغت 1.7 مليار دولار.
وعلى الرغم من صعوبة تحديد العدد الحقيقي لهذه المجموعات، إلا أن "وول ستريت" اكتشفت 63 مجموعة ناشطة، ويميل المشرفين على هذه المجموعات إلى إخفاء هويتهم، لكن المجموعة نفسها عادة ما تكون واضحة بشأن أهدافها، ويتقاضون من 50 إلى 250 دولار شهريا للسماح للناس بالدخول ضمن المجموعة.
ويعد المشرفين هم المستفيدون الأكبر من هذه المجموعة لأنهم القائمين على اختيار العملة والمنصة والتوقيت، لكن المتداولين قد يتعرضون للخطر وللخسارة إذا انتظروا فترة طويلة قبل صرف أرباحهم من عملية تلاعب الأسعار، وعلى سبيل المثال خسر أحد المتداولين نحو 5000 دولار في 30 ثانية فقط وفقا للصحيفة.