investing.com - حضر محافظ البنك المركزي في تايوان، يانغ شين لونغ، منتدى حول دور البنك في الاقتصاد الرقمي، وقال لونغ إن العملات الرقمية مستبعدة من نظام الثقة الذي استعانت به العملات الورقية في سبيل ازدهارها.
وأوضح لونغ تصريحاته، قائلا بأن العملات التقليدية الورقية كطريقة للدفع تم دعمها تاريخيا بواسطة نظام ثقة، وبمجرد اختفاء الثقة تختفي العملة أيضا.
وأضاف لونغ أن العملات الرقمية تفتقر إلى هذه الأساسيات بسبب طبيعتهم المتقلبة، واجتذابهم للقائمين بالأنشطة غير المشروعة لعدم وجود تعويض لمن يتعرضون لخسائر من عمليات الاحتيال والسرقة والقرصنة.
وحقيقة أن معظم العملات الرقمية، القائمة على تقنية البلوكتشين، غير موثوقة ولا مسموح بها تجعلها جذابة للغاية، فمن الناحية النظرية يمكن للمستثمرين الثقة في التكنولوجيا دون الحاجة إلى الثقة في المؤسسات.
وأشار لونغ إلى أن البيتكوين كانت متواجدة في السوق منذ أقل من عقد من الزمن، وبالتالي لا يوجد شهادة طويلة الأجل على مدى موثوقية العملة الرقمية الأولى في العالم، ولا يوجد ضمان على استمراريتها في السوق لعقد آخر.
وفي الوقت نفسه، أشاد لونغ بسوق التشفير، موضحا أن هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يتنافس فيها سوق رأس المال على نطاق عالمي حقيقي مقابل العملات الورقية، ولديه بالفعل قدرة لأن يكون منافس قوي.
وتكشف تصريحات لونغ المزيد عن رأيه بخصوص العملات الرقمية أكثر مما استوعبته وسائل الإعلام في شهر مارس الماضي، عندما قال أن العملات الرقمية لا تستحق أن تسمى أدوات للدفع. وهذه المرة تأتي تصريحاته في وقت تعمل فيه تايوان على صياغة المزيد من التشريعات المتعلقة بقطاع التشفير، وبالتالي فإي شيء يقوله محافظ البنك المركزي يمكن أن يؤثر على القرارات التي تتخذها الدولة عندما تبدأ في تشكيل إطار قانوني للعملات الرقمية.
وعلى الرغم من أن تايوان قد لا تتخذ نهجا قاسيا مثلما فعلت الصين، إلا أن مخاوف تايوان بشأن عمليات غسل الأموال قد تمتد إلى مناقشات هيئاتها التشريعية عند صياغة القوانين المستقبلية.