investing.com - لا تزال البيتكوين محل جدال بين كل من الخبراء والمحللين وعامة الناس، البعض يعتقد أن العملات الرقمية ستحل محل العملات التقليدية وبطاقات الائتمان في يوم من الأيام، وآخرون مقتنعين أن هذه الأصول الرقمية ستختفي بسرعة أكبر مما توقعها الجميع وستعتبر أشبه بموضة المرة الواحدة.
ومن ضمن أكبر الحجج ضد العملات الرقمية هي طبيعتها المتقلبة، فهي تشتهر بالتأرجح لأعلى وأسفل بطريقة مثيرة للاهتمام، وعلى سبيل المثال، ارتفعت قيمة عملة بتكوين في أواخر العام الماضي لنحو 19.000 دولار، وهو أعلى مستوى لها، في حين كان يتم تداول أصول أخرى مثل إيثيريوم بنحو 1400 دولار. في هذه المرحلة كان أداء السوق قويا وشعر المستثمرين بالفخر لتواجدهم في هذا القطاع.
وبدءا من يناير في العام الجاري، انقلبت الموازين وغرق سوق التشفير شيئا فشيئا، فقدت بتكوين أكثر من 70% من قيمتها، وكان أداء عملة الإيثيريوم أسوأ بكثير مع فقدانها لأكثر من 80% من قيمتها في الشهور الثمانية الأخرى وبلغ سعرها حاليا ما يقرب من 274 دولار. أدى الاتجاه الهبوطي للسوق إلى خسائر فادحة، وانصرف العديد من المستثمرين عن التعامل في السوق بشكل نهائي.
ومن جانبهم، اعترف العديد من المتداولين السابقين أنهم انشغلوا بالضجة حول العملات الرقمية ولم يقوموا بالأبحاث اللازمة قبل الاستثمار، وأوضح واحد من هؤلاء المتداولين وهو بيت روبرتس من مدينة نوتنغهام، أنه استثمر نحو 23000 دولار من مدخراته الشخصية في الأصول الرقمية عندما كانت في أعلى مستوياتها، وتعرض بعد ذلك لخسارة فادحة أدت لانخفاض المبلغ لما يقرب من 4000 دولار.
وللأسف هذه مجرد زاوية واحدة من الموقف، إذ أثرت الانخفاضات على الناس على نطاق عالمي وأيضا على دول مثل كوريا الجنوبية، التي كانت تعد ملاذ للبيتكوين والعملات الرقمية. تعرضت كوريا الجنوبية إلى هبوط في الفائدة والنشاط على حد سواء خلال الأشهر القليلة الماضية، وأوضحت يو جي هون من منصة "كوين وان" الكورية لتداول العملات، أن الانخفاض في أسعار العملات أثر بشكل كبير على الأعمال التجارية، وأن العملاء يختفون بشكل منتظم.
ولا شك أن الناس يشعرون بالألم، ومنهم المعلمة كيم هيون جيونغ البالغة من العمر 45 عاما والتي تعيش في ضواحي سيئول، قامت جيونغ باستثمار نحو 90.000 دولار في العملات الرقمية في الخريف الماضي، وذلك باستخدام مدخراتها الشخصية، سياسة تأمين، وحتى قرض مصرفي خاص بلغ حوالي 25000 دولار، ولكنها تقول إن استثماراتها انخفضت الآن إلى حوالي 10000 دولار.
كل هذه الخسائر والانخفاضات جعلت الناس يتشككون حول تقنية العملات الرقمية، إذ أوضح تشارلز هيرمان ، صاحب أعمال صغيرة يبلغ من العمر 29 عاما في ساوث كارولينا، أنه يعتقد أن وعود العملات الرقمية بتحقيق ثورة في النظام المالي غير صحيحة.