investing.com - إن القائمين بعملية التعدين، الذين يستخدمون أجهزة كمبيوتر قوية لتوليد عملات البيتكوين والإيثريوم وغيرهم من العملات الرقمية الأخرى عن طريق حل معادلات حسابية معقدة، قادرين على جلب مصادر جديدة للإيرادات لمنتجي الطاقة. ولكن هذه الإيرادات لا تأتي بثمن بخس بل ملايين من الدولارات من الاستثمار في محطات وخطوط الطاقة الجديدة.
ومن جانبهم، تترد شركات الطاقة في دفع هذه المبالغ الكبيرة خوفا من انهيار سوق العملات الرقمية وبالتالي خسارة الأموال المستثمرة. وقال جون بول باريك ، الرئيس التنفيذي لـشركة "مينينغستوري" الخاصة بتصنيع تقنية تعدين العملات الرقمية، إن عملية التعدين لا تزال في بداياتها ومن الصعب جعل شركات الطاقة تستثمر في هذا المجال.
وليس الأمر كما لو أن شركات الطاقة لا ترغب في تحقيق دخل إضافي، ولكن على سبيل المثال في مقاطعة غرانت في ولاية واشنطن هناك أكثر من 100 جهة قائمة بالتعدين تطلب الحصول على الطاقة، والتي تصل إلى 1700 ميجاوات، أي ما يعادل محطتين من الطاقة النووية، أو 1.5 مرة من احتياج مدينة سياتل للطاقة.
وقال المدير العام للمرافق العامة في مقاطعة غرانت، كيفن نوردت، إن الهيئة غير مؤهلة للتعامل مع هذا الكم من الطلب على الطاقة، وأن محاولة الحصول على بنية تحتية ملائمة لهذا الكم قد يحتاج إلى سنوات عديدة وملايين أو مليارات من الدولارات من الاستثمار. بالإضافة إلى وجود الكثير من المخاطر الناتجة عن كون هذه الصناعة في مراحلها المبكرة، مع وجود الكثير من المتغيرات غير المعروفة.
هذا ويستخدم القائمين بالتعدين كم هائل من الطاقة لتشغيل أجهزة كمبيوتر قوية وقادرة على حل المعادلات الحسابية المعقدة، على سبيل المثال تستهلك عملية تعدين البيتكوين كم طاقة تعادل الطاقة التي تستهلكها دولة أيرلندا بالكامل، علما بأن هناك نحو 2000 عملة رقمية.
وأوضح باريك أن مقاطعة غرانت تمتاز بشعبيتها بين القائمين بالتعدين بسبب سعر الكهرباء المنخفض وتوليدها من محطات الطاقة المبنية على نهر كولومبيا. ويبلغ متوسط تكلفة الكهرباء في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 12 سنتا لكل كيلووات في الساعة، ولكن مقاطعة جرانت تبيع الكهرباء بسعر من 1 إلى 2 سنت لكل كيلووات في الساعة.
وقد توقفت المقاطعة عن مؤقتا عن قبول عملاء جدد لتعدين العملات الرقمية بسبب الطلب الشديد عليها وحتى تتمكن من تطوير سياسات جديدة حول هذه الصناعة.