investing.com - نمت البيتكوين بشكل متزايد منذ إصدارها في عام 2009، ومنذ ذلك الوقت بدأت تنتشر الأخبار حول المكاسب الضخمة التي حققها المستثمرين فيما يسمى بالثراء السريع، وكم الطاقة التي تستهلكها العملة، ومدى تعقيد عملة تعدينها. إلا أن الأخبار لم تتداول كيف يمكن للبيتكوين أن تلعب دورا في حقوق الإنسان، وتمنح الناس حرية مالية وسياسية أكبر.
وفي مؤتمر القمة العالمي بجامعة "سينغولاريتي" في الأسبوع الماضي، ناقش أليكس جلادشتاين، المسؤول في مؤسسة حقوق الإنسان، كيف يمكن للبيتكوين أن تكون مهمة فيما يتعلق بحريات الأفراد.
وأوضح جلادشتاين أنها المرة الأولى التي يتمكن فيها الأفراد من إرسال الأموال حول العالم دون أي يتمكن أي شخص من إيقاف المعاملات، وبالتالي فقد تكون هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يواجه فيها البشر مقاومة حقيقية لفكرة الرقابة.
ويشعر جلادشتاين أن العالم الآن في مفترق طرق ما بين مسار مركزي يتم فيه مراقبة جميع تفاعلات البشر، أو مسار لامركزي يحافظ على الحريات والحقوق الأساسية. وأكد أن دور التكنولوجيا متناقض إلى حد ما في مفترق الطرق هذا، إذ يمكن استخدام بعض الأشكال كأداة تحكم للحكومات أو الشركات، في حين أن الأشكال الأخرى تضع المزيد من السلطة في أيدي المواطنين.
واستعان جلادشتياين بالصين كمثال على دور التكنولوجيا في تحكم الحكومات، إذ تراقب الحكومة عن قرب سلوك مواطنيها وشؤونهم المالية والاتصالات باستخدام تقنية التعرف على الوجه، تطبيقات الهواتف الذكية، طائرات الاستطلاع ذاتية القيادة، والنظارات الذكية. ويتم إدخال هذه المعلومات في نظام الائتمان الاجتماعي للبلاد، وبذلك يحصل المواطنون المطيعون على الامتيازات والثناء، بينما يمنع المعارضين والمثقفين والمجرمين وغيرهم من الوصول إلى الخدمات.
ويعتقد جلادشتاين أن البيتكوين يمكن أن تساعد في تقليل تحكم الحكومات في شعوبها، وحقيقة كونها بدون مالك ولامركزية تعطيها بعض الخصائص الفريدة، فلا يمكن تغيير المعاملات أو إيقافها أو اعتراضها، فضلا عن مجهولية الهوية التي تسمح بإتمام المعاملات دون معرفة هوية الطرف الآخر.
وأضاف جلادشتاين أن نظام العمل في البيتكوين شبيه بالحكومة، فالطرف التنفيذي هم القائمين بالتعدين، والذين يقومون بالتحقق من صحة المعاملات وحل المعادلات الحسابية المعقدة في مقابل الحصول على مكافآت، أما الطرف التشريعي فهم المبرمجين، وبالتالي يصبح مستخدمي العملة هم الطرف القضائي الذي يحدد ما إذا كانوا سيستمرون في إجراء المزيد من المعاملات.
ولهذه الأسباب، أوضح جلادشتاين أن البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية أكثر فائدة في الدول التي لا يمكن للناس فيها الثقة بالحكومة أو النظام المصرفي، وهذه الفئة يبلغ تعدادها نحو 4 مليار شخص في العالم، أي مايقرب من نصف سكان العالم. فيما تعتبر فرصة هائلة للعملات الرقمية للتأثير الإيجابي على الفرد وفي مجال الأعمال التجارية.