investing.com - مع استمرار نمو وتوسع عالم البلوكتشين والعملات الرقمية، بدأ عدد متزايد من الدول في التركيز بشدة على المجالين، ومن ضمن هذه الدول هي مالطا التي نجحت في أن تصبح مركز عالمي للتشفير.
ونجح المسؤولين في اجتذاب عدد كبير من منصات التداول للعملات الرقمية لفتح مكاتب لها في جزيرة البحر الأبيض المتوسط، في حين وافق البرلمان على ثلاث مشاريع قوانين في يوليو الماضي، والتي من شأنها أن تجعل مالطا أول دولة تؤسس ما يسمى ب "اليقين القانوني" في مجال العملات الرقمية.
وانتشر الاهتمام بهذه الصناعة الحديثة في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية، ولكن العديد من الأخبار الآتية من هذه البقعة لم تكن إيجابية للأسف الشديد. فعلى سبيل المثال قامت الحكومة الفنزويلية بإصدار عملة البترو الرقمية المدعومة بالنفط للمساعدة في دعم اقتصاد فنزويلا المتداعي، ولكن التقارير شككت في تواجد العملة فعليا أو قدرتها على تغيير الوضع للأحسن بالنسبة لمواطني فنزويلا.
أما في دولة كولومبيا المجاورة لفنزويلا، فالوضع مختلف، إذ أعرب الرئيس المنتخب حديث، إيفان دوكي، عن اهتمامه القوي بالتقنيات المتطورة، وأبدى المسؤولين اهتمامهم بتقنية البلوكتشين والعملات الرقمية.
وفي مؤتمر "اندكوم" الذي يعقد سنويا في كولومبيا، أدلى دوكي بتصريحات هامة عن أهدافه كرئيس بتحويل الدولة إلى زعيم للتكنولوجيا في المنطقة، مشيرا إلى انضمام مسؤول يركز على القضايا ذات الصلة بالمجتمع الرقمي في حكومته لإدارة البلاد، وفقا للصحيفة المحلية "ال تيمبو".
وبالإضافة إلى ذلك، أوضح دوكي كيف يمكن استخدام تقنية البلوكتشين للتغلب على الفساد من خلال المساعدة في الحفاظ على الأموال العامة. وقال دوكي أن الشركات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ستعفى من الضرائب في السنوات الخمس لمدته الرئاسية، إذا استطاعت هذه الشركات توليد عدد محدد من الوظائف، بما يشمل الشركات العاملة في مجال التشفير.
ومن جانبه، قال السيناتور أنتونيو نافارو وولف في شهر يونيو الماضي إن تقنية البلوكتشين يمكن أن تساعد في تغيير حياة المواطنين من خال تأمين نظام التصويت والمساعدة في إدارة الموارد العامة.
هذا وقد أنشأت الحكومة مجموعة "اينوفا" لمعرفة المزيد عن البلوكتشين وفهم طرق حماية المواطنين الذين ينخرطون في هذا المجال.
ويمتاز دوكي بخلفية مالية قوية، إذ عمل في بنك التنمية للبلدان الأمريكية قبل دوره في السياسة. ويرى البعض اهتمامه بالتكنولوجيا والأعمال والابتكار شيء إيجابي، في حين يشعر آخرون بالقلق من أن افتقاره للخبرة السياسية قد يعوق الجهود الرامية إلى الحفاظ على اتفاق السلام الذي أبرمته البلاد مع القوات المسلحة الثورية لكولومبيا، مما يؤدي إلى غرق البلاد في حالة من الاضطراب.