من علي صوافطة
أريحا (الضفة الغربية) (رويترز) - قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات يوم السبت إن الولايات المتحدة لن تقدم في أي وقت قريب الخطة، التي طال انتظارها، للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين لكنها تسعى بدلا من ذلك بشكل أحادي إلى تغيير المرجعيات لأي اقتراح مزمع.
وفي تأكيد للشكوك العميقة لدى الفلسطينيين والدول العربية والمحللين، قال عريقات إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنحاز إلى إسرائيل في القضايا الرئيسية في الصراع المستمر منذ عقود مما يقضي على أي فرصة للسلام في الشرق الأوسط.
وأضاف عريقات في مقابلة مع رويترز في أريحا "لا أعتقد أنهم سيقدمون خطة في أي وقت". وأضاف "العالم كله يرفض أفكارهم. هم ينفذون بالفعل خطتهم بتغيير المرجعيات".
وتصاعدت الشكوك في إمكانية نجاح إدارة ترامب في إنجاز ما يصفه الرئيس "بالاتفاق النهائي" منذ ديسمبر كانون الأول بعد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها.
والقدس واحدة من القضايا الكبرى في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إذ يعتبر كل من الجانبين القدس عاصمة لدولته. وأغضب قرار ترامب الفلسطينيين الذين قاطعوا منذ ذلك الحين جهود واشنطن للسلام والتي يقودها صهره جاريد كوشنر.
كما أوقفت الولايات المتحدة مساعداتها للفلسطينيين ولوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وأمرت بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن مما زاد من غضب القادة الفلسطينيين.
ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء بالإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة.
وقال عريقات إن من الواضح أن الولايات المتحدة قبلت بمواقف إسرائيل فيما يتعلق بباقي القضايا الرئيسية الكبرى في الصراع، وليس القدس فحسب، بما في ذلك مصير ملايين اللاجئين الفلسطينيين منذ حرب عام 1948 وبناء المستوطنات الإسرائيلية على أراض يعتبرها الفلسطينيون جزءا من دولتهم المستقلة في المستقبل.
لكن المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جيسون جرينبلات قال لرويترز إن واشنطن تستعد لانتقادات إسرائيلية لخطة السلام في الشرق الأوسط مضيفا أن كلا من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني سيجد ما يروق له وما لا يعجبه في الخطة. ولم يذكر جرينبلات مزيدا من التفاصيل.
وأضاف جرينبلات، وهو كبير مهندسي مبادرة السلام، أن المفاوضين الأمريكيين دخلوا "مرحلة ما قبل طرح" الخطة رغم مقاطعة القادة الفلسطينيين لها. لكنه امتنع عن تحديد إطار زمني.
ويريد الفلسطينيون تأسيس دولتهم في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. واحتلت إسرائيل تلك الأراضي في عام 1967 وضمت إليها القدس الشرقية في خطوة لم تحظ باعتراف دولي. وتعتبر إسرائيل كامل القدس عاصمتها الأبدية التي لا يمكن تقسيمها.
ولم يلزم المسؤولون الأمريكيون حتى الآن أنفسهم بأي قول عما إذا كانت الخطة ستؤيد إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل وهو ما كان هدف جولات المفاوضات السابقة والتي انهار آخرها عام 2014.
وقال عريقات "يخبروننا بأن ’السلام قائم على الحقيقة’".
وأضاف "الحقيقة لدى كوشنر والحقيقة لدى نتنياهو هي أن القدس عاصمة إسرائيل ولا حق لعودة اللاجئين والمستوطنات قانونية ولا دولة فلسطينية على (حدود) عام 1967 وأنه ينبغي فصل غزة عن الضفة الغربية. وهذا غير مقبول بالمرة".
وللفلسطينيين حكم ذاتي محدود في الضفة الغربية التي تسيطر إسرائيل على معظمها وتوسعت في إقامة المستوطنات عليها. وتعتبر معظم الدول تلك المستوطنات غير قانونية وهو ما تعارضه إسرائيل. وسحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال عريقات "الأمر الوحيد الذي فعلته هذه الإدارة منذ أن جاءت إلى السلطة هو إبعاد الإسرائيليين والفلسطينيين عن مسار السلام ومسار حل الدولتين".
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)