investing.com -مع انتشار تقنية البلوكتشين، سعت كبرى شركات التكنولوجيا عالميا في الاستفادة منها، ومن ضمنهم شركة "اي بي ام (NYSE:IBM)" التي تنفذ مشروع مناسب لتطبيقات البلوكتشين. ولكن الأمر يختلف بالنسبة للعملات الرقمية نفسها، إذ تتجنبها معظم الشركات ووصل الأمر إلى أن يصفها المليادرير "وارين بوفيت" بكونها مناسبة المضاربة بدلا من الاستثمار.
إن العملات الرقمية هي تقنية مالية تسنتد على تقنية البلوكتشين ولكنها تركز على المال بشكل خاص، ولطالما عانت هذه الأصول الجديدة من الانتقادات وخوف المستثمرين منها وجزء كبير من ذلك الخوف يرجع إلى عدم إدراك المستثمرين لطبيعة هذه الأصول.
تتشابه العملات الرقمية مع أميال المسافر الدائمة، في كونها يمكن تحويلها إلى شيء ذو قيمة، وتختلف عن الأميال في كونها واسعة النطاق ولا تقتصر على شركات الطيران فحسب.
ولقد تمكن سوق العملات الرقمية في النمو بشكل مطرد، جنبا إلى حنب مع الاعتماد السائد لتقنية البلوكتشين وتوقعات بأن تصل قيمتها في عام 2024 إلى حوالي 20 مليار دولار. أما سوق التشفير نفسه، فقد وصلت قيمته الإجمالية إلى 214 مليار دولار في الشهر الجاري، وتشكل البيتكوين نصف هذه القيمة، مع وجود أكثر من 2000 عملة رقمية.
وعلى الرغم من كون نصف هذه المشاريع قد انتهت بالفعل وأدرجت على موقع "deadcoins"، إلا أن المشاريع القوية تستبدل الضعيفة وبالتالي تحقق نظام تشفير أقوى.
إن الشركات الأمريكية المتخوفة من قطاع التشفير، يجب عليها أن تدرك أن هذه القطاع يمكن أن يخلق اقتصاد جديد تماما، وفي المقابل يجب على العملات الرقمية أن تعطي لهذه الشركات حالات استخدام فعلية لمشروعاتها.
وعلى الصعيد الآخر، إن تواجد لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية في المعادلة يضفي ثقلا على سوق التشفير، مما يمنح المؤسسات المالية قليلا من راحة البال والطمأنينة تجاه هذا القطاع ليس فقط بسبب قوانين "معرفة العميل" و"مكافحة غسل الأموال" ولكن بسبب الاستقرار الفعلي الذي تمنحه اللجنة للعملات الرقمية. وبالتالي فالأمر مجرد مسألة وقت قبل أن تتجه الشركات للانضمام لهذه الصناعة الناشئة.