مدريد، 29 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): تظاهر مئات الأشخاص في العاصمة الإسبانية مدريد للمطالبة بإعادة قوات بلادهم المنتشرة في أفغانستان في أقرب وقت ممكن.
وطالب المتظاهرون على لسان المنسق العام لحزب اليسار المتحد كايو لارا، الذي شارك في المظاهرة بعد أن دعت إليها 20 منظمة، بإعادة الجنود الإسبان "أصحاء يسيرون على أقدامهم، وليسوا موضوعين في توابيت من الصنوبر".
وتصدرت المسيرة، التي بدأت مساء السبت في منطقة أتوتشا وانتهت في ويرتا دي سول، لافتة كتب عليها عبارة "فلتخرج القوات الإسبانية من أفغانستان. لا للحرب. لا لحلف شمال الأطلسي (الناتو)".
وفي الوقت نفسه، شارك مائة شخص في موكب بالشموع طاف شوارع مدينة برشلونة، شمالي إسبانيا، احتجاجا على وجود الجنود الإسبان في أفغانستان.
وأكد المتظاهرون أن الديمقراطية لم تتحقق في أفغانستان ولم تحرر السيدات الأفغانيات، وأشاروا إلى أن الاحتلال هو السبب في سقوط مزيد من القتلى من المدنيين والقوات على حد سواء.
كما شدد المتظاهرون على أن الدوافع التي أدت إلى انسحاب القوات من العراق في عام 2004 ، هي ذاتها الموجودة حاليا في أفغانستان.
من جانبه، انتقد لارا الحزب الاشتراكي الحاكم في إسبانيا والشعبي المعارض وأحزاب سياسية أخرى بسبب وجود قوات إسبانية في أفغانستان ومحاولة زيادة عددها، وهو ما يعتبره "أمرا غير منطقي".
واعتبر أيضا أن وزيرة الدفاع الإسبانية كارمي تشاكون "تخضع" لمصالح الولايات المتحدة وحلف الناتو، محذرا من إمكانية حدوث مواقف مثل التي شهدتها ألمانيا حيث تم توقيف وزيرين لإخفائهما معلومات عن عملية وقعت في أفغانستان وراح ضحيتها 142 شخصا.
وحمل المتظاهرون خلال المسيرة لافتات كتب عليها عبارات مثل، "لا للحرب الإمبريالية"، و"أوباما مذنب وثاباتيرو المسئول"، و"الإرهاب هو الإمبريالية"، و"القوات الإسبانية غزاة أيضا".
كانت وزيرة الدفاع الإسبانية قد أعلنت مطلع الشهر الجاري أنه تقرر تزويد القوات الإسبانية العاملة في أفغانستان بـ25 وحدة من أحدث أنواع المدرعات المزودة بأحدث التقنيات الدفاعية في العالم قبل نهاية العام الحالي.
كما أعلنت رفع عدد أفراد الكتيبة الإسبانية في البلد الآسيوي إلى 998 جنديا بعد إرسال 220 آخرين للحاق بزملائهم هناك.
وحصل الجيش الإسباني على 100 مدرعة مزودة بأحدث التقنيات الدفاعية في العالم من طراز (RG-31)، سيتم تخصيص 25 منها لأفغانستان و13 للقوات العاملة في لبنان ضمن قوات اليونيفيل، والباقي ستبقى تحت تصرف القوات المسلحة في إسبانيا.(إفي)