طهران، 19 ديسمبر/كانون أول (إفي): نفت هيئة أركان القوات المسلحة الايرانية اليوم السبت، أن تكون قوات إيرانية قد دخلت إلى الأراضي العراقية.
ونقلت قناة (العالم) الإخبارية عن مصدر مسئول في الهيئة قوله إن بئر النفط الذي يسمى "بيج انكيزة اربعة" يقع داخل الاراضي الايرانية، وفق معاهدة الجزائر الموقعة بين إيران والعراق عام 1975 والتي رسمت الحدود بين البلدين، على حد قوله.
من جانبه اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانباراست أن الأخبار التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام حول دخول جنود إيرانية إلى الأراضي العراقية وقيامهم برفع العلم على أحد آبار حقل فكة النفطي لا أساس لها من الصحة.
وقال مهمانباراست إن مثل هذه الأنباء تهدف إلى التاثير على العلاقات بين طهران وبغداد، مشددا على قوة العلاقة التي تربط بين الدولتين.
واوضح أن الجانبين يبحثان المسائل الحدودية بالطرق الدبلوماسية، وعلى اساس اتفاقية الجزائر، معربا عن استعداد بلاده لعقد جلسات خاصة باللجنة المشتركة حول الحدود، وأضاف أن الجمهورية الإسلامية تنتظر رد الجانب العراقي.
ونقلت وكالة (مهر) المحلية عن المتحدث قوله إنه على الرغم من وجود "مجموعة من المسائل الفنية العالقة بين الجانبين في مختلف المجالات"، إلا أن "مسئولي البلدين الجارين والصديقين" يتبادلون الزيارات بشكل منتظم ويجرون مشاورات لحسم هذه القضايا.
وأكد أن وزارة الخارجية والجهات المعنية في إيران تدرس حاليا الأنباء الواردة بهذا الشأن لتحديد الخطوة التي يتعين اتخاذها.
وكانت مصادر من وزارة الداخلية العراقية قد أفادت الجمعة أن جنودا إيرانيين قاموا بالتسلل داخل الأراضي العراقية واحتلوا حقلا للبترول في محافظة ميسان الحدودية مع إيران.
وفي تصريحات لوكالة (إفي) أشارت المصادر الى أن الجنود الإيرانيين قاموا برفع العلم الإيراني على حقل البترول بعد أن تسللوا إليه مساء الخميس.
وأضافت المصادر أن عددا غير محدد من الجنود الإيرانيين ما زالوا يفرضون سيطرتهم على البئر رقم أربعة في حقل البترول، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وفي وقت لاحق، طالبت السلطات العراقية النظام الإيراني رسميا بالسحب الفوري لجنوده الذين قاموا بفرض سيطرتهم على البئر النفطي العراقي.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، إن اقدام مجموعة من الجنود الايرانيين على فرض سيطرتهم على البئر يعد "انتهاكا للسيادة العراقية"، مطالبا بالتوصل الى حل دبلوماسي للموقف.
وأضاف الدباغ "لا نرغب في تصعيد عسكري مع جارتنا إيران، نطالب بالاحتكام الى الحكمة واستخدام القنوات الدبلوماسية والحوار الدبلوماسي"، مبديا استعداد بلاده للتوصل الى حل لأزمة الحدود من خلال الحوار مع إيران.
وعلى صعيد آخر، أكد الدباغ أن حكومته قامت باستدعاء سفيرها في طهران للتشاور، كما قامت باستدعاء سفير إيران في بغداد لمطالبته بتقديم تفسيرات لما حدث، مشيرا الى عزم حكومته "اتخاذ كافة الخطوات اللازمة لحماية سيادتها على أراضيها". (إفي)