تسعى أوروبا لإقامة إتحاد مالى مترابط للحفاظ على اليورو،وقد وافق 26 زعيما من زعماء الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة على إنشاء اتحاد أكثر ترابطا يتضمن تشديد قواعد الميزانية في منطقة اليورو لكن بريطانيا قالت إنها لا يمكن أن تقبل التعديلات المقترحة على معاهدة الاتحاد الأوروبي بعد فشلها في الحصول على تنازلات لصالحها.
وأكد ل مصدران في البنك المركزي الأوروبي إن البنك سيبقي مشترياته من سندات حكومات منطقة اليورو محدودة في الوقت الراهن ولن يتخذ إجراءات أخرى للتصدي للأزمة. لكن القلق استمر في أسواق السندات ، وتراجعت فوائد الإقراض بين البنوك لكن عوائد السندات العشرية الايطالية ارتفعت إلى نحو 6.5 بالمئة.
واخيرا اتفقت كل الدول الأعضاء في منطقة اليورو البالغ عددها 17 بالإضافة إلى تسع من الدول العشر الأخرى في الاتحاد على التفاوض بشأن اتفاق جديد إلى جانب معاهدة الاتحاد الأوروبي مع نظام أكثر صرامة للعجز والديون لحماية منطقة اليورو من أزمة الديون.
ووصف رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي قرار الاتحاد الأوروبي بأنه خطوة للأمام نحو تشديد قواعد الميزانية الذي قال إنه أمر ضروري إذا أرادت منطقة اليورو أن تصبح أكثر قوة بعد عامين من اضطرابات الأسواق.
وقال ساركوزي "هذه قمة ستسجل في التاريخ ، كنا نفضل إصلاحا للمعاهدات بين الأعضاء السبعة والعشرين. هذا لم يكن ممكنا نظرا لموقف أصدقائنا البريطانيين. لذلك سيتم الأمر من خلال معاهدة بين الدول السبع عشرة لكنها ستكون مفتوحة للآخرين."
وأكد على أهمية الدعم النشط من البنك المركزي الأوروبي في الأيام القادمة نظرا لأن الأسواق تشك في قدرة إجراءات الحماية المالية الأوروبية على تأمين اقتصادات مثل ايطاليا واسبانيا التي يتعين عليها مد آجال ديون بمئات مليارات اليورو في العام المقبل.
وقالت وزيرة شؤون أوروبا في أيرلندا لوسيندا كريتون إن دبلن والعديد من الدول الأعضاء تتوقع أن يكون المركزي الأوروبي أكثر مبادرة في تعامله مع أزمة الديون في الأسابيع المقبلة. وقال متعاملون إن المركزي الأوروبي اشترى سندات ايطالية الجمعة لتهدئة الأسواق ، وقالت كريتون إن هناك احتمالا بنسبة 50 بالمئة أن تضطر ايرلندا لإجراء استفتاء بشأن التصديق على معاهدة الاتحاد المالي.
لكن بريطانيا التي ليست عضوا في منطقة اليورو رفضت هذه الخطوة وقالت إنها تريد ضمانات ضمن بروتوكول يحمي قطاع الخدمات المالية البريطاني الذي يشكل عشر الاقتصاد البريطاني تقريبا. ووصف ساركوزي طلب كاميرون بأنه غير مقبول.
وقال رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي الذي رأس القمة إن مؤسسات الاتحاد الأوروبي ستكون مشاركة بشكل كامل في المعاهدة الجديدة التي سيجري توقيعها في بداية مارس اذار على أبعد تقدير. وقال دبلوماسيون إن دول منطقة اليورو بالإضافة إلى الدول التسع قد تعقد قمة بدون بريطانيا في يناير كانون الثاني على أقرب تقدير.