Investing.com - التدني الحاد والمفاجئ الذي سجلته العملة البريطانية في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر هذا العام، لا زال يُشكل لغزاً للمحللين وخبراء الاقتصاد في المملكة المتحدة، خصوصاً أنه عاد ليرتفاع بشكل سريع مرتداً عن أدنى مستواً تاريخي سجله خلال مدة قصيرة، فيما تبين أخيراً أن بنك انجلترا المركزي يُحقق في ذلك الانهيار غير المفهوم، والأهم من ذلك أن مصرفاً أميركياً عملاقاً قد يكون ضالعاً في ذلك الانهيار من خلال عمليات مضاربية غير مشروعة على الجنيه الإسترليني.
وبحسب تقرير صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فإن بنك انجلترا يجري تحقيقاً بشأن عمليات المصرف الأمريكي سيتي بنك في اليابان بحيث من المحتمل أن يكون لها دور في الانهيار الذي شهده الجنيه الإسترليني خلال أكتوبر الماضي، والذي أُطلق عليه اسم فلاش كراش، حينها فقد الإسترليني نسبة 6% خلال دقيقتين، مسجلاً مستوى تاريخيا متدنيا عندما وصل إلى 1.1841 دولار، قبل أن يرتد سريعاً.
وكان ذلك الهبوط قد حصل في ساعة مبكرة من صباح الجمعة السابع من أكتوبر الماضي، خلال التداولات الصباحية في آسيا، ليعاود الجنيه التعافي مع افتتاح الأسواق الأوروبية صباحاً، فيما لم يجد الكثير من المحللين تفسيراً منطقياً لما حدث في ذلك اليوم، سوى المخاوف من الخروج من الاتحاد الأوروبي والتي سيطرة على الأسواق في هذه الفترة بالتحديد.
وأوضحت فايننشال تايمز أن سيتي بنك لم يتسبب بالبدء في انهيار الجنيه حينها إلا أن التقرير يشير الى أن عمليات البنك في اليابان فعلت ما هو أسوأ من ذلك عندما وضعت كميات كبيرة من أوامر بيع العملة البريطانية في السوق بعد ما بدأ الهبوط مباشرة، مما جعل الإنهيار يزداد بوقت قليل.