القاهرة، 2 مايو/آيار (إفي): بعد عام من اغتيال أسامة بن لادن، يبحث تنظيم القاعدة إعادة صياغة ذاته في العالم العربي، حيث أسفرت الاحتجاجات الشعبية عن صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم، الأمر الذي يجعل شن إعتداءات لمواجهة "الأنظمة الكافرة" أمرا لا مبرر له.
وتغير خطاب القاعدة، بعد عام فقط من رحيل زعيمه الروحي، من لهجة حربية إلى أخرى أقل عنفا من أجل أن تنسب لنفسها نجاح ثورات الربيع العربي وتحاول توجيه التحول الديمقراطي أيديولوجيا في البلدان التي فازت فيها الثورة.
ودفع بزوغ نجم الإسلاميين في بلدان مثل مصر وتونس وليبيا، القاعدة إلى طرح خطاب ديني يفسر نتائج الثورات الشعبية.
وفي أحد آخر خطابات الزعيم الجديد، اعتبر المصري، أيمن الظواهري، أن الله أيد الإسلاميين بنصره في هذه البلدان وبرر في الوقت نفسه الهجمات التي تشنها المنظمة التي يترأسها بأنها وسيلة من أجل الضغط على الغرب ليتوقف عن حماية الأنظمة الاستبدادية.
ففي مصر تمكن الإخوان المسلمون والسلفيون من السيطرة على البرلمان المصري بحصولهم على نسبة 70% في أول انتخابات تجرى منذ الإطاحة بالنظام الدكتاتوري لحسني مبارك في 11 فبراير/شباط عام 2011.
وتعهد الإخوان المسلمون بإقامة "نهضة" كاملة أي "ثورة إسلامية" تؤدي بشكل تدريجي إلى إيجاد نمودج مجتمع إسلامي متبني الحداثة في ظل حدود الشريعة الإسلامية.
ولا تختلف هذه الرؤية كثيرا عن البرامج السياسية للأحزاب السلفية ولا أفكار الشيوخ القريبين من فكر القاعدة رغم أن هؤلاء الشيوخ يفضلون تطبيق الشريعة في الحال وإعلان الجهاد ضد الغرب الذي يتهموه بأنه يحمي "الأنظمة الكافرة" في البلاد المسلمة.
ورغم انخفاض هجمات القاعدة في الدول العربية الأكثر استقرارا فإن الشبكة الإرهابية مازالت نشطة في دول مثل اليمن والعراق حيث تتواجد جماعات موالية للمنظمة.
ومنذ الغزو الأمريكي في مارس/آذار عام 2003 تعد العراق من المواقع الأساسية لأنشطة القاعدة رغم اضطرارها أيضا لتبني وضع جديد بعد انسحاب القوات الأمريكية في 19 ديسمبر/كانون أول الماضي.
وكانت قوات الولايات المتحدة هدفا مفضلا للقاعدة التي استهدفت عقب انسحاب القوات الأجنبية الشيعة وقوات الأمن التابعة لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي المقرب من النظام الإيراني.
وفي جنوب اليمن تسيطر عناصر "أنصار الشريعة" على العديد من القرى والبلدات.
وتسببت الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، في تزايد قوة القاعدة جنوبي البلد العربي.
وتحظى القاعدة في اليمن بالعديد من معسكرات التدريب وفقا للسلطات اليمنية التي تحصل على مساعدات الولايات المتحدة لمواجهة الإرهاب.
وفي سوريا حيث تحولت الثورة الشعبية السلمية إلى اشتباكات ومواجهات بين المعارضة وقوات النظام توجد إحتمالية حضور للقاعدة في البلد العربي.
يشار إلى أن بن لادن كان مدرجا على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي لأكثر الإرهابيين المطلوبين منذ عام 1999 ، وذلك بعد عام على اتهامه بالمسئولية عن مقتل أكثر من 200 شخص في هجومين استهدفا سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا.
ويُنظر إلى بن لادن باعتباره مدبر الهجمات الإرهابية التي وقعت في 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة واستهدفت برجي مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وأسفرت عن سقوط نحو ثلاثة آلاف قتيل بجانب آلاف الجرحى. (إفي)