Investing.com - جاء التضخم الأمريكي موافقًا للتوقعات، ليرتفع سعر الذهب بقوة بعد الأنباء. وأشار تقرير من بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC) إلى بقاء معدل التضخم مرتفع لأربعة سنوات مقبلة على الأقل.
اقرأ: بنك أوف أمريكا: التضخم الأمريكي سيظل مرتفعا على الأرجح لما يصل إلى 4 سنوات
ويقف التضخم الأمريكي وفق مؤشر إنفاق المستهلك عند أعلى المستويات منذ عام 1991.
وتحدث الفيدرالي خلال الأسبوعين الماضيين بشيء من الحذر حيال ارتفاع التضخم، واحتمالية خروجه عن التوقعات. فهدف الفيدرالي للتضخم هو 2%، ولكن في خضم أزمة فيروس كورونا قرر الفيدرالي أن يترك العنان للتضخم ليرتفع للتعويض عن الفترة الزمنية الطويلة التي ظل منخفضًا فيها.
وقال رئيس الفيدرالي، جيروم باول، إن مقاييس التضخم الحالية لا تعكس الحقيقة كاملة، إذ أن أزمات اختناق سلاسل الإمداد، واستمرار تداعيات كورونا تلقي ببعض الظلال على هذه البيانات.
وأضاف باول أن التضخم المرتفع لن يدفع الفيدرالي لاستخدام أدواته للسيطرة عليه، بل سينظر الفيدرالي لبيانات أخرى مثل بيانات التوظيف، والتي تستمر ضعيفة، مع ارتفاع معدل البطالة، وكذلك التعافي الاقتصادي العام.
فيما أصبح كثير من أعضاء المجلس الحاكم أكثر ميلًا للتشديد، لأنهم يرون بأن التضخم ربما يخرج عن السيطرة بالفعل ، ويستمر مرتفعًا لفترة أطول، مثل جايمس بولارد رئيس الفيدرالي في دالاس.
يرى بولارد أن بقاء التضخم أعلى 3% لعام 2021، وأعلى 2% لعام 2022، سيدفع لرفع الفائدة بنهاية 2022. وأشار تقرير توقعات اللجنة الفيدرالي إلى رفع محتمل للفائدة مرتين في 2023، أي قبل عام من التوقعات.
الأسواق والبيانات
تأثرت الأسواق سريعًا بتصريحات الفيدرالي السابقة، لذا بدأ الأعضاء العمل على تهدئة المخاوف، والقول إن الفيدرالي لن يتخذ أي قرار مفاجئ، بل سيستمر على تواصل مع السوق. وتمكنت الأسواق من استعادة الثقة بعض الشيء ليعود مؤشر داو جونز، ومؤشر ناسداك للتألق بعد أسبوع مضني عقب قرار الفيدرالي للفائدة الأخير.
وترتفع العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الآن بـ 128 نقطة، قبيل افتتاح السوق، فيما يحاول الذهب استعادة الخسائر الهائلة التي سجلها عقب قرار الفيدرالي.
ورغم أن التيسير النقدي والتضخم والفائدة المنخفضة تصب جميعًا في صالح الذهب، إلا أن الصناديق تتخلى في الوقت الراهن عن المعدن الثمين.
اقرأ: سعر الذهب: الصناديق باعت 5 طن بيوم، والسعر رهين هذا المستوى
القيادة الأمريكية والتضخم
أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يوم أمس عن التوصل لاتفاق حول حزمة البنية التحتية، وقيمتها تريليون دولار أمريكي، ليرفع معنويات الأسواق. ولكن الحزم الهائلة، والميزانية الخيالية التي يضعها بايدن ستعمل جميعًا على رفع معدل التضخم. لأنها تعني المزيد من طباعة الأموال لتدعيم النمو الاقتصادي. ولا يصب هذا في صالح مؤشر الدولار الأمريكي. ولكنه يخلق حالة من عدم اليقين في الأسواق، لأنه مع التضخم شديد الارتفاع ربما يلجأ الفيدرالي للتغاضي عن نوبات غضب السوق ويتخذ ما يلزم.
اقرأ: قنبلة بايدن الجديدة، ما تأثيرها على الأسواق؟
وصرحت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين في السابق، قائلة إن رفع الفائدة لن يكون ضارًا. ورأى بعض الاقتصاديين بأن هذا التصريح لا يعني تضارب في المصالح بين الفيدرالي والحكومة، ولكنه يعني عزم الحكومة على تمرير الحزم الهائلة دون النظر لتداعياتها على التضخم.
البيانات والعملات الرقمية
تتراجع عملة بتكوين بعد البيانات بنسبة 3%. وربما انقطعت صلة بتكوين شديدة التقلب، والموجودة الآن في سوق للدببة وفق التحليل الفني، بالبيانات الأمريكية.
ونظر المحبون لها في السابق على أنها الذهب الرقمي، بما يعني أنها ستعمل على مواجهة التضخم، مثلها مثل الذهب، متجاهلين التقلب العالي للعملة. ويتوقع بنك جي بي مورجان (NYSE:JPM) بأن وصول بتكوين لمركز الذهب في السوق يعني ارتفاع سعرها لـ 140 ألف دولار للعملة. ولكن هذا ليس سهلًا فالعملة قد تفقد أكثر من 80% من قيمتها فجأة، في حين أن تذبذب الذهب أبعد ما يكون عن هذه الحدة.
اقرأ: عاجل: صعود بتكوين لـ 140 ألف دولار مرهون بشرط واحد وفق جي بي (CA:AUTO) مورجان