فاقت وتيرة ارتفاع التضخم الروسي في ديسمبر توقعات المحللين ليقترب من أعلى مستوى في 6 سنوات، ما دفع البنك المركزي الروسي للتحذير من ضرورة رفع أسعار الفائدة الرئيسية للحد من ارتفاع الأسعار.
أعلنت دائرة الإحصاء الفيدرالية الأربعاء، عن بيانات أولية للتضخم في ديسمبر، حيث بلغ 8.39%، مقارنة بتسجيل 8.4% في نوفمبر.
وجاءت البيانات أعلى من التوقعات البالغة 8.26%، حسب الاستطلاع الذي أجرته “بلومبرغ” للاقتصاديين.
و ارتفعت الأسعار 0.82% على أساس شهري مع تباطؤ وتيرة التضخم بشكل طفيف الأسبوع الماضي، حسبما قالت دائرة الإحصاء.
قالت إيرينا ليبيديفا الخبيرة الاقتصادية في “بنك أورالسيب” في موسكو قبل إصدار البيانات: “من السابق لأوانه توقع خطاب أكثر مرونة من بنك روسيا المركزي، وأتوقع أن يرفع البنك سعر الفائدة الرئيسي مرة أخرى في فبراير 50 نقطة أساس وبعد ذلك سنرى ماذا سيحدث”.
رفع البنك المركزي الروسي سعر الفائدة 100 نقطة أساس في 17 ديسمبر الجاري، ضمن مساعيه للحد من التضخم الذي يبلغ ضعف هدفه المحدد بـ 4%، ليصل إجمالي التشديد النقدي هذا العام رفع الفائدة بمقدار 425 نقطة أساس، لتكون السوق الروسية من بين أكثر الأسواق تشدداً في الأسواق الناشئة.
وأشارت إلفيرا نابيولينا محافظة بنك روسيا إلى أن زيادة واحدة أو أكثر في أسعار الفائدة قد تكون ضرورية للحد من ارتفاع الأسعار، رغم ما ذكرته في أكتوبر الماضي من تراجع احتمال فرض عدة زيادات في الفائدة.
قال الرئيس فلاديمير بوتين إن تسارع وتيرة ارتفاع الأسعار مصدر قلق كبير، ودعا “البنك المركزي” لإعادة التضخم للمستوى المستهدف العام المقبل.
وقالت “نابيولينا” في وقت سابق من هذا الأسبوع، إنه كان من المتوقع أن يكون التضخم أعلى “قليلاً” من 8% بنهاية هذا العام وهو معدل “كبير”.
تشير أسعار العقود الآجلة حالياً إلى توقع تشديد أكثر من 50 نقطة أساس خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. و ارتفعت توقعات التضخم لأعلى مستوى لها في 6 سنوات هذا الشهر، مع توقع الأُسر ارتفاع الأسعار بنسبة 14.8% في الأشهر الاثني عشر المقبلة.
ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 3.1% في نوفمبر، مقارنة بالعام السابق عقب مراجعة الارتفاع الشهر السابق بنسبة 4.3% حسبما ذكرت “دائرة الإحصاء الفيدرالية”، التي أوضحت أن النمو السنوي للأجور الحقيقية تباطأ إلى 0.6% خلال عام، وحتى أكتوبر، بعد زيادة بلغت 2% في سبتمبر.