Investing.com - من المقرر أن تكون بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) لشهر نوفمبر المقرر صدورها اليوم اختبارًا جديدًا لتقييم ما إذا كانت عودة التضخم تشكل خطرًا على الاقتصاد الأمريكي. حيث من المتوقع أن يظهر التقرير أن التقدم في خفض معدل التضخم توقف، رغم أن ذلك ليس بالقدر الذي يجعل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لن يخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.
من المقرر إصدار التقرير في الساعة 16:30 عصرًا بتوقيت الرياض يوم الأربعاء، ومن المتوقع أن يُظهر تضخمًا عامًا بنسبة 2.7%، وهو ارتفاع طفيف عن نسبة 2.6% التي تم تسجيلها في أكتوبر على أساس سنوي. ويتوقع أن ترتفع أسعار المستهلك بنسبة 0.3% مقارنة بالشهر السابق، متجاوزة زيادة شهر أكتوبر البالغة 0.2%.
أما على أساس "أساسي" الذي يستثني التكاليف المتقلبة مثل الغذاء والغاز، فمن المتوقع أن ترتفع الأسعار في نوفمبر بنسبة 3.3% على أساس سنوي للشهر الرابع على التوالي. وتشير توقعات الاقتصاديين إلى أن الزيادات الشهرية في أسعار المؤشر الأساسي ستتطابق أيضًا مع قراءة الشهر السابق البالغة 0.3%، وفقًا لبيانات إنفستنغ السعـودية.
كتب ريك ريدر، مدير الاستثمار في السندات العالمية لدى شركة "بلاك روك"، يوم الجمعة:
"ينبغي أن يكون الاحتياطي الفيدرالي في وضع يسمح له بالمضي قدمًا في خفض أسعار الفائدة في ديسمبر، لكن التقرير الأخير لمؤشر أسعار المستهلكين يمثل علامة بارزة أخرى في توقعات السياسات النقدية."
الفرصة الأخيرة للحصول على InvestingPro بخصم يصل إلى 55%! اضغط هنا لمراجعة مؤشرات الأداء الرئيسية مثل القيمة العادلة التي تُحتسب من أكثر من 12 نموذجًا ماليًا، مع تقييم الصحة المالية للشركات ووجهات نظر المحللين.
تحديات التضخم الأساسية
ظل التضخم الأساسي مرتفعًا بشكل ملحوظ بسبب ارتفاع تكاليف الإسكان والخدمات مثل التأمين والرعاية الطبية. ومن المتوقع أن تشهد أسعار السيارات المستعملة ارتفاعًا نتيجة انتعاش أسعار المزادات، بينما ينقسم الاقتصاديون حول ما إذا كانت أسعار تذاكر الطيران ستشهد زيادة أم لا.
يتوقع مصرف "غولدمان ساكس (NYSE:GS)" ارتفاع أسعار تذاكر الطيران بنسبة 1% شهريًا، في حين يرى "بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC)" تباطؤًا. وقال اقتصاديون من بنك أوف أمريكا، ستيفن جونو وجيسيو بارك:
"بعد الزيادات الكبيرة في الأشهر الثلاثة الماضية، نتوقع انخفاض أسعار تذاكر الطيران بنسبة 1% شهريًا، مما سيغير مساهمتها في التضخم الأساسي من +3 نقاط أساس إلى -1 نقطة أساس."
وأضاف الخبراء أن التضخم الأساسي قد ينخفض إلى 0.2% شهريًا نتيجة انخفاض أسعار تذاكر الطيران، لكنهم أشاروا إلى أن هذه الفئة تظل شديدة التقلب.
- اقرأ أيضًا: الليـرة السـورية تصعد بالسوق السوداء.. والليـرة التـركية تسقط بسبب أردوغان
- اقرأ أيضًا: الحيتان يفرغون محافظهم من الـدولار لشراء البيتكـوين.. الأمر وصل إلى الاستدانة!
التحدي القادم للاحتياطي الفيدرالي: إدارة جديدة
رغم تباطؤ التضخم، إلا أنه لا يزال أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2% على أساس سنوي. وقد زادت تعقيدات المشهد الاقتصادي مع انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، حيث يرى بعض الاقتصاديين أن البلاد قد تواجه موجة جديدة من التضخم إذا نفذ ترامب وعوده الانتخابية الأساسية.
تشمل السياسات المقترحة لترامب فرض تعريفات جمركية مرتفعة على السلع المستوردة، وتخفيض الضرائب على الشركات، وفرض قيود على الهجرة، وهي سياسات يُعتقد أنها قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم. ويمكن لهذه السياسات أن تزيد من تعقيد مسار الاحتياطي الفيدرالي فيما يخص أسعار الفائدة.
حتى يوم الثلاثاء، استمرت الأسواق في تسعير خفض إضافي بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع البنك المركزي الأسبوع المقبل، حيث ارتفعت احتمالية الخفض إلى 86% من حوالي 73% قبل أسبوع، وفقًا لأداة رصد توقعات الفائدة الأمريكية المتاحة على إنفستنغ السعـودية.
وأكد فريق الاقتصاد في غولدمان ساكس بقيادة جان هاتزيوس، في مذكرة نُشرت يوم الاثنين، أن العام المقبل قد يشهد مزيدًا من الانخفاض في التضخم نتيجة إعادة التوازن في أسواق السيارات والإيجارات والإسكان والعمل، لكن هذا التقدم قد يتأثر بتصعيد السياسات الجمركية.
وختم فريق الاقتصاد لدى "ويلز فارجو" بالقول:
"الزخم الذي أدى لانخفاض التضخم يتلاشى، وتظهر تحديات جديدة مثل إمكانية فرض تعريفات جمركية وخفض الضرائب، مما يجعل عودة التضخم إلى هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2% أمرًا أكثر صعوبة."