Investing.com - تترقب الأسواق المالية باهتمام بالغ قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، وسط بيئة اقتصادية معقدة تجمع بين تضخم مستمر وسوق عمل يظهر مرونة غير متوقعة. يتوقع الخبراء خفضًا محدودًا بمقدار 25 نقطة أساس، لكن الأنظار تتجه إلى الإشارات التي سيقدمها الفيدرالي بشأن مسار التخفيضات المحتملة لعام 2025. في هذا السياق، تتباين الآراء بين ضرورة اتباع نهج أكثر حذرًا وبين الالتزام بالخطة السابقة التي تضمنت أربعة تخفيضات.
الفرصة الأخيرة للحصول على InvestingPro بخصم يصل إلى 55%! اضغط هنا لمراجعة مؤشرات الأداء الرئيسية مثل القيمة العادلة التي تُحتسب من أكثر من 12 نموذجًا ماليًا، مع تقييم الصحة المالية للشركات ووجهات نظر المحللين.
تعتقد لوريتا ميستر، الرئيسة السابقة لبنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، أن التوقعات الحالية لأربعة تخفيضات العام المقبل "تحتاج إلى مراجعة". وصرحت قائلة: "أرى أن السيناريو الأقرب هو تخفيضين أو ثلاثة في عام 2025". في المقابل، يرى بعض المراقبين أن الاحتياطي الفيدرالي قد يظل متمسكًا بتقديراته الحالية لأربعة تخفيضات.
أشار لوك تيلي، كبير الاقتصاديين في Wilmington Trust، إلى أن الاحتياطي ما زال يتوقع انخفاض معدلات التضخم، مشيرًا إلى أن التقدير المتوسط لعام 2025 سيظل عند أربعة تخفيضات. كما أوضح جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أن الفيدرالي لديه المرونة لتبني وتيرة أبطأ إذا دعت الحاجة، مؤكدًا في تصريحاته مطلع ديسمبر: "يمكننا أن نكون أكثر حذرًا قليلاً"، موضحًا أن الاقتصاد يبدو أقوى مما كان متوقعًا.
أثارت التطورات الأخيرة في عام 2024 اهتمام الاقتصاديين وأدت إلى إعادة تقييم التوقعات. ويرجع ذلك إلى عاملين رئيسيين:
-
عدم ظهور أي علامات ضعف جديدة في سوق العمل.
-
استمرار معدلات التضخم عند مستويات ثابتة نسبيًا دون تحقيق هبوط نحو الهدف المحدد بنسبة 2%.
أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل أن مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) ارتفع بنسبة 2.7% على أساس سنوي في نوفمبر، مقارنةً بـ2.6% في أكتوبر. وعلى أساس "أساسي" يستبعد التكاليف المتقلبة، سجلت الأسعار ارتفاعًا بنسبة 3.3% للشهر الرابع على التوالي. كذلك، أظهرت بيانات أسعار الجملة زيادة أعلى من المتوقع في نوفمبر، مما عزز التصور بأن التضخم لا يزال مستقرًا.
رغم هذه البيانات، استجاب المتداولون برفع توقعاتهم لاحتمالية خفض الفائدة هذا الأسبوع، حيث تجاوزت الاحتمالات نسبة 95%. ويعتقد بعض المحللين، مثل تيلي، أن تقديرات أسعار الفائدة لنهاية 2025 ستبقى ضمن نطاق 3.25%-3.5%.
قال تيلي: "المسؤولون سيأخذون في الحسبان الأرقام الأخيرة للتضخم التي ظلت مرتفعة قليلاً، لكنهم سيركزون أيضًا على سوق العمل الذي شهد بعض التقلبات ولكنه تباطأ بشكل عام". وأشار إلى وجود احتمالية بنسبة 35% لحدوث ركود نتيجة ضعف سوق العمل.
مرحلة تباطؤ
من جانبه، يرى تيلي أن سوق العمل يمر بمرحلة تباطؤ، حيث بلغ متوسط نمو الوظائف في القطاع الخاص 108,000 وظيفة شهريًا خلال الأشهر الستة الماضية، ومن المتوقع أن ينخفض إلى نحو 100,000 وظيفة شهريًا.
أما ويلمر ستث، مدير محفظة السندات في Wilmington Trust، فيعتقد أن الفيدرالي سيقوم بتخفيض الفائدة أربع مرات العام المقبل. وأوضح أنه يتوقع أن يشير باول في تصريحاته إلى تحقيق تقدم نحو السيطرة على التضخم، لا سيما في أسعار المأوى وبعض مكونات مؤشر أسعار المستهلكين. وأضاف: "هذا يعطينا إشارة بأننا نقترب من تحقيق هدفنا".
بشأن تحركات هذا الأسبوع، قال ستث: "أعتقد أن خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس أمر شبه مؤكد".
على صعيد آخر، أبدى بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تفاؤلًا بشأن آفاق التضخم. حيث صرح توم باركين، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، بأن التضخم سيستمر في الانخفاض العام المقبل. وأكد أوستن جولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أن معدلات التضخم تراجعت بشكل كبير منذ أن بلغت ذروتها عند 9% في عام 2022، مشددًا: "نحن لا نزال في طريقنا نحو تحقيق هدف 2%".
مع ذلك، ترى ميستر أن البيانات الأخيرة، بما في ذلك مؤشر أسعار المستهلكين، قد تدفع مسؤولي الفيدرالي لإعادة التفكير في استراتيجية 2025. وأوضحت: "هناك حاجة إلى إعادة تقييم المسار المناسب للسياسة النقدية في العام المقبل".
ورغم ذلك، ترى ميستر أن خفض الفائدة هذا الأسبوع ما زال مرجحًا بسبب توقعات السوق، ولكن من المحتمل أن يتبعه توقف في يناير لإعادة تقييم الأوضاع. وأكدت: "من المرجح أن يتم تنفيذ الخطوة في ديسمبر، ثم تُدرس الخطوات التالية خلال العام المقبل".