من ميشيل مارتن
برلين (رويترز) - زادت مبيعات المطابخ الجديدة أكثر من عشرة بالمئة بالفعل لدى شركة صناعة المطابخ الألمانية هكر. ويزداد إقبال من لا يفضلون الطهي بأنفسهم على تناول أطباق أسماك الراهب والترس المشوي مع الكمأة في مطم فيشرز فريتس الحاصل على نجمة ميشلان في برلين.
وتظهر سلسلة من الأنباء الجيدة بشأن الشركات أن الألمان المشهورين بالاقتصاد في الإنفاق عادة يقبلون حاليا أيضا على شراء قمصان لاعبي كرة القدم من انتاج أديداس والإلكترونيات من متاجر التجزئة ميديا ساتورن.
وفي ظل انخفاض أسعار الفائدة على المدخرات وتراجع معدل البطالة وهبوط أسعار النفط وارتفاع الأجور بما يتجاوز معدل التضخم يقول خبراء اقتصاديون إن المستهلكين الألمان أفاقوا من سباتهم أخيرا وسيواصلون على الأرجح الإنفاق في 2015.
وقال ماركوس ساندر مدير التسويق لدى هاكر وهي شركة مملوكة لعائلة ويعمل بها أكثر من 1200 موظف إن المستهلكين الألمان ينفقون ببذخ حاليا على المطابخ الفاخرة - التي يتكلف الكثير منها أكثر من ثمن سيارة جديدة - لأن انخفاض أسعار الفائدة ينال من جاذبية الإدخار ويجعل القروض رخيصة.
واضاف "قبل نحو خمس سنوات كانت العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام تتحدث عن البطالة. لكننا نقرأ الآن عن نمو الوظائف في كل مكان لذا فقد أصبح الناس أقل قلقا ويزيدون الإنفاق على سلع معمرة مثل الأثاث والمطابخ."
وقفزت إيرادات فيشرز فريتس - حيث تصل أسعار الأطباق الرئيسية إلى 90 يورو - عشرة بالمئة في العام الماضي.
وقال كبير الطهاة كريستيان لوز إن منظمي الحفلات حاليا يطلبون أطباقا فاخرة مثل الكافيار وليس أطباقا أساسية مثل النقانق.
وأضاف "الأمن هو ما يشغل بال الألمان ومن الواضح انهم يشعرون بالأمن حاليا. هذا ملحوظ في الحقيقة في طريقة إنفاقهم - قطاع المطاعم يزدهر."
وتابع قوله "الناس يقولون: ‘دعونا نقيم حفلا أكبر وأفضل لأنه إن لم يكن بوسعي سوى الحصول على فائدة صفر أو 0.1 بالمئة على أموالي فهذا استثمار لا يستحق العناء ومن ثم فربما أنفقه فقط."
وبرغم ذلك لا يزال الاقتصاد في الانفاق سمة وطنية فقد وفر الألمان 9.2 بالمئة في المتوسط من دخلهم المتاح للإنفاق في العام الماضي. لكن رغم أن هذه النسبة عالية بالمعايير العالمية إلا أنها ثاني أقل نسبة في ألمانيا منذ العام 2000.
وتوجد مؤشرات على احتمال زيادة الإنفاق بدرجة أكبر في العام الحالي وهي أنباء محل ترحيب من جانب دول تواجه صعوبات في أنحاء منطقة اليورو والتي طالما شكت من أن الألمان يعطلون نمو الكتلة لأنهم يشترون أقل مما يصنعون.
وهبط معدل البطالة في ألمانيا إلى 6.5 بالمئة حاليا أدنى معدل له منذ إعادة توحيد شطريها في 1990. وحصل العاملون في ألمانيا على أكبر زيادة في الأجور من خلال المفاوضات في عقدين من الزمن. وتزيد السيولة المتاحة أيضا بسبب الانخفاض الحاد في أسعار الطاقة.
وزادت مساهمة انفاق الأسر في نمو أكبر اقتصاد أوروبي بأسرع وتيرة لها في ثلاث سنوات في 2014 وسجل أكثر من نصف انتاج ألمانيا في العام الماضي.
وقال رالف بويركل الخبير لدى مجموعة أبحاث السوق جي.إف.كيه "المزاج السائد بين المستهلكين رائع في الوقت الحالي - إنها حالة نشوة إلى حد بعيد."
وتقول جي.إف.كيه إن الألمان حاليا أكثر استعدادا للشراء منهم في أي وقت منذ قفزة لم تتكرر في أواخر 2006 قبيل زيادة في ضريبة المبيعات.
وتتوقع الحكومة نمو الاقتصاد 1.5 بالمئة في العام الحالي لكن آخرين يقولون إن هذا تقدير متحفظ. ورفعت شركة أليانز للتأمين توقعاتها للنمو إلى 2.1 بالمئة من 1.6 بالمئة وهو ما سيدفع اقتصاد ألمانيا للتقدم على اقتصاد منطقة اليورو إجمالا.
وسجلت مبيعات التجزئة أكبر زيادة شهرية لها في سبع سنوات في يناير كانون الثاني وتتوقع رابطة إتش.دي.إي الصناعية أن تزيد المبيعات للعام السادس على التوالي في 2015 بنمو قدره 1.5 بالمئة.
ويقبل المستهلكون على شراء سلع ثمينة مثل السيارات والأثاث والأجهزة المنزلية مث المبردات (الثلاجات) والتلفزيونات وغسالات الأطباق. وينعش آخرون أنفسهم بشراء أجهزة الهاتف المحمول الذكية أو القيام برحلات طويلة وجولات أو تجديد منازلهم.