لندن، 27 يناير/كانون ثان (إفي): تعهد اليمن بإجراء إصلاحات عاجلة لمكافحة خطر الإرهاب المتمثل في تنظيم القاعدة وجماعات مسلحة أخرى أمام مؤتمر لندن لدعم اليمن الذي دعا إليه رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون.
وخلال مؤتمر صحفي عقد عقب الاجتماع الذي استغرق نحو ساعتين بالعاصمة البريطانية لندن، وضم كل من وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي ونظيريه البريطاني ديفيد ميليباند والأمريكية هيلاري كلينتون، جاء هذا التعهد من قبل اليمن في إطار الجهود الدولية الرامية للتوصل لصيغة لمساعدة حكومة صنعاء على مواجهة العنف والتطرف المتسارع في البلاد خلال الآونة الأخيرة.
وقال القربي خلال المؤتمر الصحفي: "أنجزنا في الاجتماع ما لم ينجز خلال أيام".
وأكد على أن "المحادثات مع الدول الحضور قامت على الشراكة وجاءت وفقا لما تريد اليمن وأكدت على أمن اليمن واستقراره"، مشيرا إلى أن "دعم الدول جاء وفقا للأجندة الوطنية للحكومة اليمنية".
وأضاف لقد حصل اليمن على "دعم التنمية من صندوق النقد الدولي"، موضحا أن مجلس التعاون الخليجي سوف يستضيف في الرياض يومي 22 و 23 من الشهر المقبل اجتماع الدول المانحة لدعم اليمن.
على صعيد متصل أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الولايات المتحدة تكرس جهودا لدعم اليمن من خلال التعاون الأمني والسياسي مع حكومته، والتعاون مع الحكومة اليمنية في مواجهة الجماعات المتطرفة، التي سعت جاهدة لزعزعة الأمن في اليمن والخليج وبريطانيا والولايات المتحدة".
وأبرزت كلمة كلينتون أن الولايات المتحدة تفضل الحلول السلمية وليس الحل العسكري، فضلا عن سعيها تعزيز وسائل التطور والتنمية والتقدم باليمن، مؤكدة أن اليمن كسب خلال الاجتماع دعم المجتمع الدولي.
وأضافت: "علي الحكومة اليمنية العمل على الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي".
وصرحت: "نحن ملتزمون بالعمل على تأمين حدود اليمن البرية والساحلية، في المقابل يجب أن تقوم الحكومة اليمنية بدعم حقوق الإنسان وتحقيق العدالة وبناء المؤسسات وتنفيذ الإصلاح الديمقراطي والسياسي، من خلال الحوار".
وأعلنت: "وقعنا مع الحكومة اليمنية اتفاقية لمدة ثلاث سنوات تضم عدد من البرامج تهدف إلى دعم وزيادة قدرات اليمن لتمكين الشعب اليمني من الإصلاح".
وأكدت كلينتون: "إننا نتوقع من اليمن أن يقوم بالإصلاحات الأساسية ومواجهة الفساد وتحسين مناخ الاقتصاد وحل النزاع المسلح بشمال اليمن والذي أدى إلى تشريد الكثير من المدنين".
وأشادت كلينتون بقرار المملكة العربية السعودية بوقف عملياتها ضد الحوثيين من أجل توفير مناخ لتقديم المساعدات للمتضررين.
وأعلنت كلينتون أن "اليمن ذو خصوصية وأن أمنه يؤثر على أمن المنطقة"، مضيفة: "نحن دائما على أتم استعداد للتعاون مع شركائنا من أجل دعم وحدة اليمن".
ومن جانبه أعلن وزير الخارجية البريطاني: "لقد استطاع اليمن اليوم على الحصول على دعم من 21 جهة معنية باليمن"، إلا أنه أكد في الوقت نفسه التزام المجتمع الدولي بعدم التدخل في الشأن الداخلي للبلد العربي، مع العمل مع دول المنطقة على دعمه في كفاحه ضد القاعدة.
وأعلن ميليباند رسميا إطلاق ما أسماه "مجموعة أصدقاء اليمن" لمواجهة مجموعة من التحديات قسمها إلى قسمين، القسم الأول مختص بالوضع الاقتصادي والسياسي، والآخر يتعلق بقضايا الأمن والعدالة.
جدير بالذكر انه من المقرر أن تلتقي المجموعة في أواخر مارس/آذار القادم لتقييم ما تم التوصل إليه من إنجازات، حيث أوضح ميليباند أن اجتماع اليوم يمثل بداية عملية طويلة الأجل، وخطوة هامة عل طريق ضمان استقرار اليمن.
وكان بروان قد دعا إلى عقد هذا المؤتمر في أعقاب محاولة الهجوم التي حاول النيجيري عمر فاروق عبد المطلب تنفيذها ضد طائرة ركاب أمريكي أواخر الشهر الماضي، والتي أعلن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية مسئوليته عنها، مشيرا إلى أنه من قام بتدريب عبد المطلب وتزويده بالمتفجرات التي استخدمها في الهجوم الفاشل.
وكانت حكومتا بريطانيا والولايات المتحدة قد اتفقتا مطلع الشهر الجاري على تمويل وحدة لمكافحة الإرهاب في اليمن، البلد الذي يعتبرانه قاعدة للمتطرفين الإسلاميين.
وأعلن رئيس الحكومة البريطانية في وقت سابق أن بلاده قد تعهدت بدفع نحو 100 مليون جنيه استرليني (113 مليون يورو) في صورة مساعدات لليمن، مما يجعلها أحد أكبر الدول المانحة لذلك البلد.(إفي)