مدريد، 31 يناير/كانون ثان (إفي): عرف عن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا أنه يعشق العمل لدرجة الإدمان حتى وصفه أحد البريطانيين إنه "Workaholic¨، أي مدمن للعمل، إلا أن هيئته النشيطة بدأت تتهاوى أمام أعبائه الرئاسية التي انغمس فيها خلال السنوات السبعة الماضية.
ولم يعد لولا، الذي يبلغ 64 عاما، ذلك الفتى الذي كان يناضل منذ عقود مضت دون كلل من أجل العمال، فقد غاب عن حضور منتدى دافوس الاقتصادي العالمي خلال اليومين الماضيين جراء إصابته بوعكة صحية، حيث كان مقررا منحه جائزة (التدويل العالمي) اعترافا بالمجهودات التي بذلها خلال الفترة الماضية كرئيس للبرازيل التي تمكنت من شغل مكانة ريادية على الساحة الدولية.
ووفقا لتقرير أوردته صحيفة (الموندو) الإسبانية، فقد اضطر الرئيس البرازيلي لإلغاء مؤتمر صحفي أيضا بعد إصابته بآلام في الحنجرة والصدر، مما تعين نقله إلى المستشفى الذي غادرها صباح اليوم التالي.
ولخصت ديلما روسيف، رئيسة مكتب الرئاسة في البرازيل والمرشحة للرئاسة في الانتخابات التي ستجرى في الثالث من أكتوبر/تشرين أول المقبل، وضع لولا في كلمات مباشرة قائلة إن أجندته أشبه بسباق رالي باريس-داكار، وأشارت إلى أنه من الأنسب إقامة توازن بين فعاليات الأجندة على مدار الأسابيع.
كما أشارت بيانات إلى أن المساعد في تأسيس حزب العمال البرازيلي قد زار 11 مدينة في بلده اللاتيني منذ أنهى إجازاته في منتصف الشهر الجاري، بمعدل رحلة يوميا فيما بينها العطلات الرسمية.
ونظرا لازدحام حياة الرئيس البرازيلي بمختلف المهام، أوضح طبيب الأمراض القلبية الخاص به أنه سيخضعه للفحوصات السنوية التي أرجأها لولا منذ ديسمبر/كانون أول الماضي.
من جانبه، قال وزير الصحة البرازيلي جوزيه جوميس تيمبوراو إن لولا مدمن عمل ولا يتوقف، مشيرا إلى حاجته إلى راحة في الوقت الحالي.
وبدوره، أفاد رئيس حزب العمال البرازيلي ريكاردو برزويني بأن رئيس البلاد يعمل 16 ساعة يوميا، مضيفا إلى أنه لو قام بأجندة لولا لانتهى الأمر برقوده في السرير في أقل من أسبوع.
جدير بالذكر أن لولا قد كرس جزءا كبيرا من وقته، منذ أن وصل إلى قصر الرئاسة في 2003 ، للسفر داخل وخارج البلاد. وقضى الرئيس البرازيلي أكثر من 80 يوما خارج برازيليا -مقر الحكومة- وبات نحو ثلاثة شهور خارج حدود بلاده، حيث قام بزيارة نحو 30 دولة، خلال العام الماضي فقط.
وكان لولا قد أكد في تصريحات له السبت أن الفحوصات الطبية التي خضع لها أثبتت أنه في حالة صحية "ممتازة" وأن الوعكة الصحية التي تعرض لها واضطرته إلى إلغاء مشاركته في منتدى دافوس كانت بسبب تعرضه لارتفاع شديد في ضغط الدم ونقل على إثره إلى المستشفى.
وأوضح لولا في حديثه لوسائل الإعلام المحلية أن أجندته طوال الأسبوع الذي سبق شعوره بالوعكة الخميس الماضي كانت مليئة بالاجتماعات والسفر في جميع أنحاء البلاد.
وحول قرار عدم توجهه لمنتدى دافوس قال مازحا: "لو كان الأمر بيدي لتناولت أي دواء وواصلت الرحلة ولكنه الطبيب المعالج رفض وقال سنذهب إلى المستشفى".(إفي)