مدريد، 24 يونيو/حزيران (إفي): رغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى احتلال حزبه للمركز الثالث في الانتخابات العامة في إسبانيا، إلا أن بدرو سانشيز مرشح الحزب الاشتراكي يرفع شعار التفاؤل ويرسم ابتسامة ربما يكون لها مفعول في اجتذاب أصوات الناخبين ذوي الميول الاشتراكية.
وبحسب استطلاعات الرأي فإن الحزب الاشتراكي قد يحتل المركز الثالث في انتخابات الأحد المقبل خلف كل من الحزب الشعبي- يمين الوسط- وحزب "أونيدوس بوديموس" أو (متحدون نستطيع)، للمرة الأولى منذ العودة للمسار الديمقراطي في 1977.
ويواجه سانشيز، وهو خبير اقتصادي من مدريد يبلغ عمره 44 عاما، هذا الاحتمال بعد أن كان المرشح الوحيد الذي تقدم للبرلمان كي يتم اختياره رئيسا للحكومة بعد انتخابات 20 ديسمبر/كانون أول الماضي بعد أن فشل زعيم الحزب الشعبي ماريانو راخوي الفائز بالانتخابات في تنصيب نفسه لعدم اتفاقه مع باقي القوى.
وتسبب فشل التنصيب أيضا، الذي حظى فيه سانشيز بدعم حزب (مواطنون) الليبرالي فقط، في الدعوة لانتخابات جديدة.
واعترف سانشيز بعد هذا الفشل أنه تسائل عما إذا كان الأمر "يستحق عناء مواصلة محاولة تشكيل حكومة التغيير"، بعد أن رفض حزب (نستطيع) الرافض للتقشف منحه الدعم.
لكن المرشح الاشتراكي، ولاعب كرة السلة السابق، لم يعلن الخسارة أو الاستسلام ويصر على مسئولية زعيم (بوديموس) بابلو إجليسياس عن استمرار راخوي حتى الآن في الحكومة.
ويبدو سانشيز المرشح الوحيد القادر على ضمان تغيير الحكومة، رغم أنه لم يكشف في أي لحظة من الحملة الانتخابية عما إذا كان سيبرم اتفاقا مع الحزب الشعبي أو (بوديموس).
وقال الزعيم الاشتراكي "لا يمكن المفاضلة بين السيء والأسوأ، أو استبدال مشكلة بأخرى".
ورغم كل المؤشرات السلبية، لا يزال سانشيز يحظى بدعم الزعماء الحزبيين في الأقاليم الإسبانية والذين كانوا متشككين في قيادته منذ اختياره أمينا عاما للحزب الاشتراكي في 2014.
ومنذ ذلك الحين لم يتوقف سانشيز عن تجاوز العقبات وإثبات نفسه كسياسي لا يشق له غبار.
وبعد عامين من توليه قيادة الحزب، يخوض سانشيز تحديا هو الاصعب منذ 40 عاما، ويتمثل في الحفاظ على موقعه من طموحات اليسار.
بدأ الرجل مسيرته عضوا في الحزب قبل 21 عاما، واستهل مشواره السياسي كممثل لمجلس بلدية مدريد (2003-2009) ثم دخل مجلس النواب حيث وصل لأن يصبح زعيم المعارضة داخل المجلس في 2015 وبرز إلى الصورة بعد مقارعته لراخوي خلال إلقاء الأخير خطاب (حالة الاتحاد) السنوي.
كذلك يمتلك سانشيز خبرة خارجية حيث عمل لمدة عامين في بروكسل حول تغيير الألفية كمستشار للكتلة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي، ثم رئيسا لمجلس المفوضية العليا للأمم المتحدة في البوسنة من أجل عملية إعادة الإعمار.
ومنذ اختياره أمينا عاما للحزب الاشتراكي، أولى سانشيز أهمية قصوى لطرح نفسه على المواطنين ولم يتردد للحظة في التأكيد على صورته كرجل شاب رياضي ذي ابتسامة صادقة، بدون إغفال التطرق لمحيطه الأسري.
ففي كل المناسبات التي حظى بها للظهور على شاشات التلفاز، أفرد سانشيز مساحة مميزة دائما لزوجته بيجونيا فرنانديث وابنتيه آينوا وكارلوتا. (إفي)