من وليام جيمس
لندن (رويترز) - دافع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي قاد بريطانيا للمشاركة في حرب العراق عام 2003 عن إرثه عقب نشر تقرير عن الحرب ينتقده بشدة برسالة بسيطة تقول "من فضلكم توقفوا عن قول إنني كنت أكذب".
ويلقي التقرير الذي طال انتظاره بظلاله على السياسة الخارجية البريطانية لأكثر من عشر سنوات وخلص التقرير إلى أن بلير استند إلى معلومات مخابرات خاطئة وأن طريقة التفويض القانوني للحرب كانت غير مرضية.
وشهد إرث بلير الذي فاز في الانتخابات ثلاث مرات عن حزب العمال المنتمي لتيار يسار الوسط اتهامات بالكذب من خلال المبالغة في تقديرات المخابرات لشن الحرب لكنه قال إن التقرير برر له "أصعب قرار وأكثره أهمية وألما."
وواجه بلير أسئلة صعبة من وسائل إعلام محلية ودولية التي قالت إن تأكيداته للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن ترقى إلى "تفويض مفتوح للحرب" وإنه تخلى عن القنوات الدبلوماسية بسهولة شديدة.
وردا على ذلك خلال مؤتمر صحفي استمر 109 دقائق كان بلير نادما في بعض الأوقات ومتأثرا في بعض الأحيان وغاضبا بشكل واضح تارة أخرى من الطريقة التي تم تصوير أفعاله بها.
وبعد ساعات من صدور التقرير قال بلير للصحفيين "إذا اختلفتم معي فلا بأس لكن من فضلكم توقفوا عن قول إنني كنت أكذب أو إنني كان لي دافع غير شريف أو مخادع."
وفي بيان ضعف بيان رئيس لجنة التحقيق جون تشيلكوت سعى بلير إلى مواجهة كل الانتقادات التي وجهت إليه قائلا إنه يقبل كامل المسؤولية "دون استثناء أو عذر".
وأقر بلير بالإخفاق في التخطيط الملائم لمرحلة ما بعد الغزو التي أثارت عنفا طائفيا وتدخلا عسكريا بريطانيا طال أمده. وخلال ست سنوات قتل أكثر من 150 ألف مدني و179 جنديا بريطانيا.
لكنه شكك في واحدة من النتائج الرئيسية للتقرير وهي أن الخيارات الدبلوماسية لم تستنفد عند اتخاذ قرار الانضمام إلى الغزو الأمريكي قائلا إنه واجه قرارا لا يمكن تأجيله.
وقال إنه بناء على المعلومات التي كانت متاحة حينها كان سيتخذ نفس القرار.
وأضاف بلير "ما حاولت القيام به اليوم هو شرح لماذا تصرفت بهذا الشكل. في الختام ما الذي يمكن أن أفعله أكثر من ذلك لأقول للناس ‘هذا سبب أنني اتخذت هذا القرار‘."
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)