القدس، 17 مايو/آيار (إفي): قالت مصادر إسرائيلية إن تل أبيب تدرس بـ"ريبة" الاتفاق الذي أعلن في وقت سابق اليوم عن التوصل إليه بين إيران وتركيا والبرازيل بشأن تبادل اليورانيوم الخاص بطهران.
وقالت المصادر لـ(إفي): "نحن ندرس تفاصيل الاتفاق لأن المدلول يكمن في هذه التفاصيل".
وأضافت أن إيران سبق لها الإعلان عن قبول اتفاق مشابه جدا للاتفاق المعلن عنه، ولكن عندما حانت لحظة التنفيذ تراجعت عن موقفها، وهو ما يدعو إلى دراسة الاتفاق الجديد بعناية وحذر.
وأشارت إلى أن التوقيع على هذا الاتفاق قد يعني أن الجمهورية الإسلامية قد قررت تغيير سياستها أو أنها تلاعبت بالبرازيل وتركيا مستغلة حسن نوايا الدولتين وقلة خبرة برازيليا بشئون الشرق الأوسط.
يشار إلى أن إسرائيل من أكثر الدول تشددا تجاه البرنامج النووي الإيراني للحد الذي يجعلها تدعم نظرية التدخل العسكري للتعامل مع هذه الأزمة.
وتعتبر الدولة العبرية أن البرنامج النووي لإيران، والذي تؤكد انه يخفي أهدافا عسكرية، يمثل تهديدا مباشرا لها، وهدد مسئولون عسكريون إسرائيليون في اكثر من مناسبة بضرب المنشأت النووية الإيرانية، في الوقت الذي حذرت فيه طهران، التي تؤكد على الطبيعة السلمية لملفها النووي، من انها سترد بقسوة على أي عمل يستهدف منشآتها.
ويمثل الملف النووي الإيراني أحد أهم نقاط الخلاف بين الحكومة الإسرائيلية ونظيرتها الأمريكية، إذ تميل الأولى تجاه الخيار العسكري، فيما تفضل الثانية خيارا يجمع بين الحوار وفرض العقوبات.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قد أعلن في وقت سابق اليوم أن طهران وافقت على اتفاق لتبادل ألف و200 كجم من اليورانيوم الخاص بها في تركيا.
وجاء ذلك بعد أن تم التوقيع في طهران، على اتفاق بهذا المعني في اجتماع قمة ثلاثية بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ونظيره البرازيلي لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان.
وقرر كل من نجاد ودا سيلفا وإردوغان إرسال الاتفاق في غضون أسبوع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي حالة الموافقة عليه من جانبها فستقوم إيران بتسليم تركيا ألف و200 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5% ليتم حفظها تحت إشراف إيراني وتركي، مقابل الحصول على ما يلزمها من اليورانيوم المخصب بنسبه 20% .
ويفترض أن تتسلم إيران خلال عام 120 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% قادما من روسيا وفرنسا لاستخدامه في برنامجها النووي المدني.
يشار إلى أن الاختلاف الرئيسي بين هذا الاتفاق والاقتراحات السابقة هو ضمان تركيا أنه في حالة عدم تسلم إيران اليورانيوم المخصب، ستعيد لها اليورانيوم المخزن لديها.(إفي)