مدريد، 18 يونيو/حزيران (إفي): تحتضن المكتبة الوطنية بمدريد معرضا يجمع للمرة الاولى المخطوطات القيمة التي خبأها الموريسكيون (المسلمون الإسبان الذين أجبروا على التنصر عقب خروج العرب من الأندلس) بين جدران منازلهم ببلدة خالون، قبل طردهم من إسبانيا عام 1610.
وبمناسة الذكرى المئوية الرابعة لطرد الموريسكيين من جانب الملك فيليب الثالث، تم جمع اهم هذه المخطوطات النادرة من عدة مكتبات إسبانية إلى جانب المكتبة الوطنية الفرنسية، لتقدم في المعرض المقام تحت اسم "ذاكرة الموريسكيين. مخطوطات وقصص إحدى ثقافات الشتات"، والذي تستمر فعالياته حتى 26 من سبتمبر/أيلول القادم.
وقد تمكنت هذه المخطوطات من العيش على مدار قرون بفضل اصحابها الذين غلفوها في قطع من الكتان ووضعوا بها احجار الملح، واهم ما يميزها هو كونها مكتوبة باللغة العربية ولكنها تحمل في طياتها كلمات إسبانية، لتمثل ما يطلق عليه "الكتابة الاعجمية".
ويضم المعرض 70 مخطوطا رائع الجمال (يوجد 250 مخطوطا ينتمي للادب الاعجمي في كل انحاء العالم)، في لغة تمزج بين العربية والإسبانية، وتضم آيات من القرآن وبعض تعاليم الشريعة الإسلامية، وكتيبات دينية، ووصفات لعلاج ألم الرأس، علاوة على نصوص وابيات شعرية عالية القيمة.
يشار إلى أن الموريسكيين هم الإسبان ذوي الأصول المسلمة الذين اعتنقوا الديانة المسيحية بعد انتهاء فترة حكم المسلمين للأندلس (711م- 1492م).
وعلى الرغم من اعتناقهم للديانة المسيحية، إلا أن الشكوك كانت تحيط بهم بخصوص أنهم كانوا مسيحيين من الظاهر فقط بينما يمارسون تعاليم الدين الإسلامي سرا، إلى أن تم طردهم بمرسوم ملكي صدر عام 1609.
وتنادي أصوات في إسبانيا إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع أحفاد الموريسكيين في بلاد المغرب وشمال أفريقيا.(إفي)