- Investing.com أفريقيا، من القارات الغنية والمليئة بالثروات، فهي تمتلك الكثير من الموارد المتجددة، إلا أنها مليئة برجال الأعمال الذين جمعوا ثرواتهم بشكل انتهازي، حيث استغلوا الموارد المحدودة للقارة وكونوا أموال طائلة على حساب البيئة، وتركوا القارة غارقة في الفقر والبطالة والمجاعات.
يسعى الجيل الجديد من رجال الأعمال إلى إيجاد حلول عملية وسريعة للتغلب على هذه المشكلات، ولنقل القارة إلى مكانة أخرى، فعلى الرغم من أن هذه المشكلات الموجودة منذ عقود طويلة تشكل عقبات محبطة أمام الجميع، إلا أنها تعد فرص حقيقية لرواد الأعمال.
وقد نشر موقع ""smallstarter عدد من الفرص التي تنتظر رجال الأعمال الجدد في قارة أفريقيا، والتي يمكنهم استغلالها بشكل صحيح لازدهار اقتصاد القارة، ومن بينهم:-
- مع استمرار انتقال السكان من الريف إلى المدن، سيزداد الاختناق المروري مما سيزيد من أزمة نقل السلع بالنسبة للشركات والمستهلكين، وهذه إحدى المشكلات التي يسعى الجيل الجديد من رجال الأعمال التوصل إلى حلول مناسبة لها، وبالفعل توصلت "كينيا" إلى حل لها، حيث تستخدم شركة " Foods Twiga" تكنولوجيا لتجميع طلبيات عدد كبير من تجار التجزئة، وتقوم بتسليمها حتى باب المنزل، والآن أصبحت هذه الشركة أكبر موزع للسلع الغذائية بكينيا، وخلال العام الماضي جمعت تمويلا بقيمة 10.3 مليون دولار.
- تسبب زيادة انتقال السكان من الريف إلى المدن أيضًا في زيادة الطلب على خدمات النقل، إلا أن عدد السيارات الموجودة بالقارة قليلة جدًا، حيث توجد 44 سيارة فقط لكل 1000 شخص بأفريقيا، وتشير التوقعات إلى أن مبيعات السيارات بالقارة سوف ترتفع إلى 10 ملايين وحدة سنويًا خلال الـ 15 عام المقبلة، وهذا يعد فرصة كبيرة أمام رواد الأعمال للاستثمار في مجال صناعة السيارات، وبالفعل تم إنتاج عدة سيارات أفريقية الصنع مثل سيارة الدفع الرباعي "II Mobius" التي تم تصنيعها في كينيا، ومن المنتظر أن تتطرح بالأسواق قريبًا.
- مع زيادة النمو السكاني وضعف التمويل وزيادة الإهمال والفساد، تدهور التعليم الحكومي في أفريقيا بصورة كبيرة، لذا بدأ الآباء يتجهون إلى إلحاق أبنائهم بالتعليم الخاص، وهذه فرصة كبيرة أمام رواد الأعمال حيث يمكنهم إنشاء مدارس خاصة منخفضة التكلفة، كما حدث في تنزانيا التي أنشأت أكاديمية "Silverleaf" وهي عبارة عن سلسلة مدارس ابتدائية خاصة منخفضة التكلفة، تبلغ رسومها اليومية 1.50 دولار.
- يوجد الكثير من العقبات والصعوبات التي تواجه الخدمات المالية في أفريقيا، على الرغم من تواجد العمل المصرفي بها منذ أكثر من 50 عام، إلا أن 34% فقط من البالغين في أفريقيا يحصلون على خدمات مالية بشكل رسمي، وهذه فرصة أمام رواد الأعمال فمع زيادة استخدام الهواتف الذكية والإنترنت يمكنهم أن يستفيدوا من التكنولوجيا الحديثة في الخدمات المالية، وعلى سبيل المثال تمكنت شركة "Flutterwave" النيجيرية لخدمات "فينتك" من جمع تمويلاً يقدر بـ 10 ملايين دولار.
- تمتلك قارة أفريقيا الكثير من المنتجات المحلية التي يمكن أن تصبح علامات تجارية شهيرة، مثل الأشجار التي تستخرج منها زبدة الشيا التي تدخل في صناعة منتجات التجميل الشهيرة، فهذه الأشجار تنمو فقط في شمال أوغندا وجنوب السودان وإثيوبيا.
استغلت رائدة الأعمال الأمريكية "ليلى جناح" هذه الفرصة بالتعاون مع نساء المنطقة، وقامت بمعالجة زبدة الشيا، وأسست شركة "LXMI" المتخصصة في منتجات العناية بالبشرة، والتي تبيع منتجاتها إلى أكثر من 300 متجر تجميل في جميع أنحاء العالم.
- تشير التوقعات إلى أن نحو 50% من سكان قارة أفريقيا سيعيشون في المدن بحلول عام 2030، ومن المعروف أن أفريقيا تشهد أعلى معدل هجرة من الريف إلى الحضر بالعالم، وبالطبع سيؤدي هذا إلى زيادة العجز في المساكن.
ويسعى عدد من رواد الأعمال في جنوب أفريقيا وكينيا إلى حل هذه المشكلة ، عن طريق تحويل حاويات الشحن غير المستخدمة إلى مساكن ومكاتب بأسعار منخفضة.
- منذ عقود طويلة، تعاني قارة أفريقيا من النفايات المتزايدة التي يتم دفنها أو حرقها، إلى أن وجدت شركة "AgriProtein " بجنوب أفريقيا حل عملي لهذه المشكلة، وهو تحويل النفايات إلى علف حيواني، وتمكنت الشركة من جمع 30 مليون دولار كتمويل للمشروع، أما في أثيوبيا فقد قام مصنع "Repi " في أديس أبابا بتحويل النفايات إلى كهرباء، حيث قام بإنتاج 50 ميغاواط من الكهرباء من النفايات التي جُمعت من جميع أنحاء المدينة.
- تمتلك قارة أفريقيا 60% من الأراضي الصالحة للزراعة غير المستغلة في العالم، كما أن لديها عمالة وفيرة ومنائخ ملائم في أغلب المناطق، إلا أنها تنفق نحو 30 مليار دولار على الواردات الغذائية كل عام، ويعود ذلك إلى أن أغلب الأغذية ينتجها مزارعون صغار بالمناطق الريفية، ولا تتوفر لديهم أساليب الزراعة الحديثة، كما أنهم لا يمتلكون المال الكافي، ويمكن لرواد الأعمال حل هذه المشكلة عن طريق تمويل المزارعين في المناطق الريفية، والحصول على نسبة من الأرباح وقت الحصاد، ويسمى ذلك "الزراعة الجماعية".