عواصم، 21 أبريل/نيسان (إفي): بدأت حركة الطيران في السماوات الأوروبية تستعيد طبيعتها بعد انقشاع أزمة سحب الرماد البركاني الناجمة عن بركان أيسلندا، والتي كبدت قطاع الطيران خسائر فادحة وصلت إلى 1.7 مليار دولار.
وأعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا" اليوم الأربعاء، أن أزمة النقل الجوي الناجمة عن انتشار سحب رماد بركان أيسلندا، كلفت شركات الطيران خسائر مادية "فاقت آثار هجمات 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة والتي أدت إلى إغلاق المجال الجوي في واشنطن لمدة ثلاثة أيام".
وأثر الإغلاق على 29% من حركة الطيران في العالم، فضلا عن 1.2 مليون راكب.
وكانت أولى رحلات الطيران قد بدأت في الوصول إلى المطارات البريطانية، عقب قرار إعادة فتح المجال الجوي الذي اتخذته الحكومة الليلة الماضية، بناء على تقرير لإدارة الطيران المدني.
إلا أن هيئة إدارة المطارات البريطانية (إيه بي بي) طالبت المسافرين بالاتصال بشركات الطيران قبل التوجه إلى المرافئ الجوية، نظرا لان عودة رحلات الطيران إلى طبيعتها سيتطلب مزيدا من الوقت.
كما بدأت حركة الطيران الجوي في ألمانيا تستعيد وضعها الطبيعي بعد الفتح الكلي لأربعة مطارات، في حين تؤكد سلطات الأمن الجوي وجود مؤشرات طيبة لفتح كافة المطارات على مدار اليوم بعد انقشاع سحب الرماد المنبعثة من بركان أيسلندا.
إلا أن إجراءات الفتح تتضمن محاذير على الطائرات التي عليها إتباع قواعد التحليق عن طريق النظر وليس وفقا لبيانات أنظمة الطائرة، فيما يعتبر أحد بنود الاتفاق المبرم بين سلطات الطيران المدني وشركات الطيران، والذي أثار انتقادات من نقابات الطيارين التي رأت أنه يحمّل قائدي الطائرات مسئولية أي أعطاب في محركات أو أجهزة الطائرة.
وقامت بولندا أيضا برفع الحظر على مجالها الجوي بعد أيام من انتشار سحب الرماد البركانية التي أدت إلى تقليص عدد الطائرات الهابطة والمقلعة من البلد الأوروبي.
وفي فرنسا، ذكر مسئولون بوزارة النقل أن الأوضاع تعود إلى طبيعتها بصورة تدريجية في المطارات بعد ستة أيام من التعليق والاضطرابات في حركة الطيران بسبب السحب البركانية.
وأشار المسئولون إلى أنه من المتوقع القيام بكافة الرحلات ذات المسافات الطويلة اليوم، وبنسبة 60% مما ستقطع مسافات متوسطة.
وبالمثل تشهد الحركة الجوية في إسبانيا تحسنا تدريجيا بعد استئناف العمل في 47 مطارا تضررت رحلاته جراء السحب الناجمة عن بركان أيسلندا.
ومن المقرر أن تقلع ألفان و20 رحلة جوية اليوم من الرحلات التي ألغيت حتى الوقت الحالي، بين إسبانيا والدول التي فتحت مجالها الجوي، وهي ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، والدنمارك، والنرويج، وفنلندا.
وفي نفس السياق، سمحت سلطة الطيران المدني الفنلندية اليوم بفتح مجالها الجوي بصورة مؤقتة، مما سيسمح باستئناف حركة الطيران خلال الساعات المقبلة في كافة المطارات فيما عدا مطار ماريهامن، عاصمة جزر أولان الواقعة في بحر البلطيق وإحدى أقاليم فنلندا.
وسيظل المجال الجوي في فنلندا مفتوحا حتى الساعة 15.00 ت م (12.00 ت ج) على الأقل، وستتوقف إمكانية تمديد فتحه على نشرة الأرصاد الجوية المقبلة.
وأعلنت السلطات النرويجية والدنماركية اليوم أيضا فتح مجالهما الجوي بشكل كامل، في حين ستستمر الإجراءات الاحترازية المفروضة من جانب السويد على حركة الطيران في سمائها بسبب السحب الرمادية المنبعثة عن بركان أيسلندا.
وعادت المطارات اليابانية اليوم إلى وضعها الطبيعي نسبيا باستئناف جانب كبير من رحلاتها إلى لندن وباريس وفرانكفورت، بعد أن تم تعليقها منذ يوم الخميس الماضي بسبب سحابة الرماد البركاني التي غطت أوروبا.
كما ستستأنف شركة الخطوط الجوية السنغافورية بعض رحلاتها، ذهابا وإيابا، اليوم إلى عدة مدن أوروبية، بعد أن كانت قد علقت منذ الأسبوع الماضي.
وبالمثل عادت رحلات الطيران بين كوريا الجنوبية وأوروبا إلى طبيعتها اليوم.
كانت منطقة جنوب أيسلندا قد تعرضت لثوران بركان جليدي في منطقة إيجافجالاجوكول الخميس الماضي بعد أن قامت السلطات بإجلاء مئات السكان قبل انفجاره.
ويعد انفجار البركان الجليدي الواقع في منطقة إيجافجالاجوكول بأيسلندا هو الثاني من نوعه في البلد الأوروبي في أقل من شهر.(إفي)