أنقرة، 8 يونيو/حزيران (إفي): تصدرت عقوبات مجلس الأمن المحتملة على إيران والهجوم الذي شنته إسرائيل على أسطول الحرية قمة (مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا) الذي اختتمت فعالياته اليوم في اسطنبول دون إدانة تل أبيب كما كانت تنتظر تركيا.
وشارك في فعاليات القمة زعماء وممثلي 18 دولة، من بينهم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
وبشكل غير مباشر، أقر بوتين اليوم أن مجلس الأمن يستعد لفرض عقوبات جديدة على طهران لدى كشفه عن موقف بلاده المؤيد لعقوبات "غير مشددة" على إيران.
وأكد: "أرى أن هذا القرار لا يجب أن يكون مشددا، فلا يجب وضع قادة إيران أو شعبها في موقف صعب من خلال وضع العقبات أمام تطوير الطاقة النووية لأغراض سلمية".
ومن جانبه اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدى نجاد في اسطنبول أن التعاون مع البرازيل وتركيا حول تبادل الوقود النووي يبشر بقدوم نظام عالمي جديد.
وأشار أحمدي نجاد في مؤتمر صحفي إلى أنه مازال ينتظر رد ما يسمي بـ"مجموعة فيينا" المكونة من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والوكالة الدولية للطاقة الذرية على الاتفاق الذي وقع مع أنقرة وبرازيليا.
وكانت جهود الوساطة التي بذلها الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان قد نجحت في إقناع إيران بالتوقيع على اتفاقية في 17 من الشهر الماضي تقوم موجبها بتسليم تركيا 1200 كجم من اليورانيوم منخفض التخصيب مقابل الحصول في غضون عام على 120 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% عن طريق روسيا وفرنسا لتأمين حاجة مفاعل طهران.
وعلى صعيد آخر، أبدى جميع المشاركين في القمة، باستثناء إسرائيل، إدانتهم للهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي على أسطول الحرية، إلا أن غياب الإجماع أدى إلى عدم إدراج الإدانة في البيان الختامي للقمة، على الرغم من الجهود التي بذلتها تركيا.
وأشار الرئيس التركي عبد الله جول: "أبدت كل الدول، باستثناء واحدة، تأييدها لإنشاء لجنة دولية مستقلة للتحقيق في الهجوم على أسطول الحرية، كما دعوا إلى رفع الحصار غير الإنساني المفروض على قطاع غزة".
وأوضح أن إدانة إسرائيل لم يكن ممكنا لأسباب "تقنية"، حيث أن المنظمة تتطلب إجماعا من كافة الدول الأعضاء بها كي يتم إدراجها على البيان الختامي لاجتماعها.
وكان الجيش الإسرائيلي قد شن هجوما في المياه الدولية على سفن (أسطول الحرية) في 31 من الشهر الماضي وعلى بعد ما يقرب من 120 كلم من سواحل حيفا، شمالي إسرائيل، ما أسفر عن مقتل تسعة نشطاء أتراك، منهم تركي-أمريكي، فضلا عن سقوط عشرات الجرحى.
وعلى صعيد آخر، أكد البيان الختامي على ضرورة أن تلتزم جميع الأطراف المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط بقواعد الأمم المتحدة، مشيرا إلى أهمية إقامة دولتين للتوصل إلى حل للصراع.
بينما أوضح جول أن غالبية الدول المشاركة في القمة طالبت بإعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، كما دعت إسرائيل إلى الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، وفتح جميع منشآتها النووية أمام رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
يذكر أن (مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا) تأسس في عام 2002 باقتراح من رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف بهدف تنشيط التعاون من اجل السلام والاستقرار في آسيا عبر زيادة المبادلات بين دول المنطقة.(إفي)