برلين، 19 يونيو/حزيران (إفي): اقترح الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم في خطاب ببرلين تخفيض ترسانة الأسلحة النووية بمقدار الثلث وعقد قمم تناقش مسألة الأمن النووي.
وأشار الرئيس إلى أنه سيحاول التوصل لاتفاق مع روسيا للوصول لهذا الهدف.
ويرغب أوباما في خفض عدد الرؤوس النووية الاستراتيجية لأكبر قوتين نوويتين في العالم من 1550 ، وهو الحد الذي تم الاتفاق عليه في آخر اتفاق ثنائي بينهما، إلى أكثر من ألف وحدة بقليل.
ويحتاج ذلك لاتفاقية جديدة مع روسيا، القوة النووية الكبرى الأخرى، لذا توجد حاجة لعقد قمة نووية.
وكشف أوباما عن رغبته في الدعوة لقمة أخرى عام 2016 لـ"خلق اطار دولي للاستخدام السلمي للطاقة النووية ووضع طموحات كوريا الشمالية وإيران داخل حدود معينة".
وقال الرئيس الأمريكي امام أربعة آلاف مدعو بالعاصمة برلين أن "تهديدات اليوم ليست نفسها التي كانت موجودة منذ قرن"، داعيا للكفاح من أجل تحقيق "السلام والعدالة" بالعالم بأكمله.
وطالب أوباما بضرورة "مد يد العون لمن يبحثون عن الحرية في دول أخرى، مؤكدا أن هذه هي روح برلين"، في اشارة إلى السور الذي كان يفصل ألمانيا إلى غربية وشرقية.
ومن ناحية أخرى، تعهد الرئيس الأمريكي بالكشف عن جزء من برنامج التجسس الذي تستخدمه أجهزة الاستخبارات بهدف تهدئة مواطنيه.
وقال أوباما إن أجهزة الاستخبارات تمكنت من ايجاد "الاتزان اللائق" بين الأمن الوطني والحريات المدنية والخصوصية.
وتعهد الرئيس الأمريكي بنشر "جزء من برامج" التجسس التي تم الكشف عنها خلال الأسابيع الماضية فور عودته إلى الولايات المتحدة، بعد جولته الأوروبية التي بدأها من أيرلندا الشمالية للمشاركة في قمة جي8.
وأشار أوباما إلى أن تلك الخطوة تهدف إلى "مشاركة" المواطنين معلومات بعينها كي يعرف الأمريكيون مدى البيانات الخاصة التي تم تخزينها وعمليات الحصول عليها واستخدامها من جانب أجهزة الاستخبارات الأمريكية.
وأوضح عزمه تكثيف التعاون مع الشركاء الألمان كي تعرف حكومة أنجيلا ميركل وكذلك المواطنين الألمان "عدم ارتكاب تجاوزات".
وأضاف "نرحب بهذه الحوارات"، مشيرا إلى الاستراتيجيات التي ورثها عن إدارة الرئيس جورج بوش في مجال "مكافحة الإرهاب".
وتابع "كان علينا الوصول إلى الاتزان الملائم والتحلي بالحرص في موضوعات الاستخبارات".
وأشار إلى أن بعضا من المخططات الإرهابية الـ50 التي تمكنت أجهزة الاستخبارات من احباطها بفضل هذا البرنامج كانت تستهدف ألمانيا.
وعلى صعيد اخر، أشار الرئيس الامريكي إلى الازمة الاقتصادية الخطيرة في أوروبا، مبرزا ان جميع الاشخاص "يستحقون فرصة" في العمل سواء في شيكاغو او بلفاست او برلين او مدريد.
من جانبها، قالت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل إن الرئيس أوباما عندما يتحدث عند بوابة براندنبرج اليوم سيفعل ذلك دون وجود حائط برلين، وهذا شيء "يجب أن نشكر أصدقائنا الامريكيين" عليه.
وذكرت ميركل في المؤتمر الصحفي المشترك "رؤساء آخرون اضطروا للحديث أمام بوابة براندنبرج التي كان يغلقها الحائط، ويطالبون بهدمه. لقد تم هدم الحائط وهذا شيء يجب أن نشكر أصدقائنا الأمريكيين عليه".
وأشارت ميركل بذلك إلى الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان عام 1987 عندما دعا الزعيم السوفييتي السابق ميخائيل جورباتشوف لهدم حائط برلين. (إفي)