واشنطن (رويترز) - بعد أيام فقط من اتهام مسلمين اثنين بقتل 14 شخصا في ولاية كاليفورنيا الأمريكية أظهر استطلاع لرويترز/ابسوس إن 51 في المئة من الأمريكيين ينظرون إلى المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة بنفس الطريقة التي ينظرون بها إلى أي طائفة أخرى في حين لم يقل سوى 14.6 في المئة فقط أنهم بشكل عام خائفون.
وفي أول استطلاع للآراء بشأن المسلمين الأمريكيين يُجرى في أعقاب الهجمات التي وقعت في باريس وفي سان برناردينو تم بشكل كبير تقسيم من شملهم الاستطلاع على أساس حزبي . ومن بين الديمقراطيين قال 60 في المئة إنهم ينظرون إلى المسلمين مثل أي طائفة أخرى مقابل 30 في المئة فقط من الجمهوريين.
وأصبحت الطريقة التي يجب أن يُعامل بها المسلمون الذين يعيشون في الولايات المتحدة والذين يسعون لدخولها كلاجئين قضية مثيرة للخلاف بعد إعلان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن قتل 130 شخصا في باريس والاشتباه بأن زوجين مسلمين قتلا 14 شخصا في كاليفورنيا.
وقالت أماني جمال وهي أستاذ للعلوم السياسية في برنستون إن من الأمور "الصحية" رؤية الأغلبية تنظر بشكل إيجابي إلى المسلمين ولكنها حذرت من تزايد المخاوف.
وقالت "إذا كان الإرهاب يهدف إلى خلق هوة أكبر بين المسلمين والغربيين فإنه مع الأسف يكون قد نجح.
"خطر الإرهاب سيحاربه المسلمون وغير المسلمين معا. تود أن ترى هذه الهوة قد أغُلقت حتى يتعاون الناس ولا يكونوا خائفين."
ومن بين 1056 شخصا من الناخبين المحتملين عبر الولايات المتحدة والذين تم استُطلع آراؤهم عبر الانترنت يومي الخميس والجمعة قال 34.7 في المئة إنهم يخافون من "بضع جماعات وأفراد" في الجالية المسلمة.
وكان الجمهوريون أكثر احتمالا من الديمقراطيين في تأييد القيام بمراقبة وثيقة للمساجد(64 في المئة مقابل 43 في المئة) أو إغلاق المساجد التي يشتبه بصلتها بالمتطرفين(69 في المئة مقابل 48 في المئة.)
وواجه دونالد ترامب المرشح الجمهوري المحتمل انتقادات عندما قال إنه سيكون مستعدا لإغلاق المساجد التي يتواجد فيها متطرفون وإنه يجب إنشاء قاعدة بيانات لكل المسلمين.
وقال ناخبون كثيرون إنهم يوافقون على أن المسلمين أقل استعدادا للاستيعاب من جماعات المهاجرين الأخرى.
وقالت لوري بيك وهي استاذ للاجتماع في ولاية كولورادو إن دراسات عديدة وجدت أن المسلمين أكثر نجاحا في الاندماج في المجتمع الأمريكي من أي جماعات مهاجرين أخرى من حيث الحصول على تعليم والتصويت بشكل منتظم والعيش في أحياء بها تنوع سكاني.
وقال أمريكيون كثيرون إنهم يعتقدون إن من المرجح بشكل أكبر أن يعطي المسلمون دينهم أولوية على القانون وهي نقطة تكرر إصرار المنتقدين على أن أحكام الشريعة الإسلامية يُفرض تطبيقها على غير المسلمين. وقال 49 في المئة إن المسلمين يضعون دينهم فوق القانون مقابل 33 في المئة يعتقدون نفس الشيء بالنسبة للمسيحيين و23 في المئة لليهود.
وأبدى من جرى استطلاع آرائهم عدم موافقتهم أيضا على أن المسلمين الأمريكيين يفعلون ما يكفي للإبلاغ عن المتطرفين المحتملين وقال 23 في المئة إنهم يعتقدون إنه يتم الإبلاغ عن الأخطار المحتملة.
وقال ابراهيم هوبر المتحدث باسم مركز العلاقات الاسلامية الأمريكية إنه على الرغم من سعادته لنظر غالبية الأمريكيين لدينه بشكل إيجابي إلا أنه يشعر بقلق من استمرار الأقلية التي تعتنق آراء مناهضة للإسلام.