الخرطوم، 23 أبريل/نيسان (إفي): وصل الرئيس السوداني، عمر البشير، اليوم إلى منطقة "هجليج" النفطية في ولاية جنوب كردفان، بعد عملية استعادة السيطرة عليها الجمعة الماضية والتي وفقا للخرطوم أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 938 جنديا من جنوب السودان.
وأوضحت وزيرة الدولة بوزارة الإعلام السودانية، سناء حمد، في تصريحات لـ(إفي) أن البشير سيقوم بتفقد المنشآت النفطية التي "قامت بحرقها قوات جنوب السودان قبل انسحابها من المنطقة".
وترى حمد أن هذه الزيارة "تؤكد استقرار الوضع الأمني في المنطقة"، مشيرة إلى أن "الجيش السوداني بات مسيطرا على المنطقة بأكملها حتى الحدود مع جنوب السودان".
وأشارت إلى أن البشير، الذي تستغرق زيارته لهجليج يوما واحدا، سيلقي خطابا مقتضبا للقوات المسلحة والمتطوعين من الدفاع الشعبي "الذين قاموا بتحرير المنطقة من أيدي قوات جنوب السودان".
وهاجم الجيش الجنوبي في العاشر من الشهر الجاري منطقة هجليج (التي يقع بها الحقل النفطي الحيوي لاقتصاد الخرطوم حيث ينتج نحو نصف الإنتاج النفطي البالغ 115 ألف برميل يوميا)، فيما اعتبر الاشتباك الأعنف بين الجانبين منذ انفصال جنوب السودان.
ويعتبر جنوب السودان أن هيجليج ومناطق نفطية أخرى تعد جزءا من أراضيه، وانه لا يمكن التخلي عنها عندما يحين وقت ترسيم الحدود مع السودان، كما تتهم جوبا القوات المسلحة السودانية باستخدام هجليج كزريعة لشن هجمات على جنوب السودان.
وأمر رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، الجمعة قوات جيشه بالانسحاب من هجليج إثر قيام جيش الخرطوم بشن عملية لاستعادة المنطقة، قالت الخرطوم اليوم إنها أسفرت عن مقتل 938 جنديا من جنوب السودان.
وطرحت الخرطوم أربعة شروط لعودة العلاقات بين البلدين، من بينها الكف عن استقبال ودعم متمردي دارفور، وفقا لوزارة الخارجية السودانية.
كما طالبت بأن تعترف سلطات جنوب السودان بالحدود التي كانت موجودة قبل استقلال السودان عن بريطانيا ومصر في مطلع يناير/كانون ثان 1956.
ومن ناحية أخرى أدانت حكومة جوبا اليوم قيام الجيش السوداني بقصف مدينة بنتيو عاصمة إحدى ولايات دولة جنوب السودان التي تبعد نحو 200 كلم عن الحدود بين البلدين.
ويعد تقاسم الموارد النفطية أبرز أسباب التوتر بين البلدين، حيث حصلت دولة الجنوب بعد استقلالها في يوليو/تموز الماضي على ثلاثة أرباع احتياطى النفط إلا أنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على المنشآت النفطية لدولة السودان لتصدير نفطها.
يذكر أن دولة جنوب السودان ولدت في التاسع من يوليو/تموز الماضي عقب إجراء استفتاء بين مواطنيها تحت رعاية المجتمع الدولي بعد عقود من الحرب مع الشمال. (إفي)