جنيف، 29 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): يصوت السويسريون اليوم على اقتراح حظر بناء المآذن في المساجد الذي أثار جدلا واسعا وأدى إلى انقسام الرأي العام السويسري، واندلاع العديد من أعمال العنف التي استهدفت المساجد المنتشرة في الدولة الأوروبية.
ويأتي التصويت على الاقتراح في إطار استفتاءات شعبية تضم اقتراحين آخرين إلى جانب حظر بناء المآذن، وهما اقتراح حظر تصدير السلاح واقتراح فرض الضرائب على وقود الطائرات.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الأغلبية ستصوت بـ"لا" في الاستفتاء على اقتراحي حظر بناء المآذن وتصدير السلاح.
وتنتظر الحكومة وأغلبية الأحزاب السياسية وجماعات حقوق الإنسان نتيجة التصويت على اقتراح حظر بناء المآذن وسط حالة من القلق شديد، حيث يتوقف عليها إدراج بند منع بناء المآذن في دستور البلد الأوروبي الذي يعيش فيه نحو 400 ألف مسلم.
فيما منعت السلطات المحلية العديد من الحملات المناهضة لبناء المآذن، بعد أن وصفتها بـ"العنصرية" و"الافتقار إلى الاحترام" و"الخطيرة"، حيث يعكس أحد شعاراتها امرأة مسلمة ترتدي النقاب، وتتوسط علم سويسرا، فيما تحيط بها العديد من المآذن.
وقد قدم هذا الاقتراح حزب اتحاد الوسط الديمقراطي والحزب الديمقراطي الفيدرالي بعدما جمعا في أقل من 18 شهرا، كما يقر القانون، أكثر من 100 ألف توقيع لازم للدعوة إلى إجراء استفتاء وطني بشأن هذه المبادرة.
ومن جانبها عارضت الحكومة الفيدرالية بشدة الاقتراح لاعتقادها أنه في حالة التصديق عليه سيكون بمثابة انتهاكا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، وسوف يؤثر على التكامل، كما سيترتب عليه نتائج عكسية في محاربة التطرف.
ووصفت وزيرة الخارجية ميشلين كالمي الاقتراح بأنه "يشكل خطرا على السياسة الخارجية وعلى علاقات سويسرا مع دول أخرى".
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن 53% من الشعب السويسري سيصوت ضد الاقتراح، فيما يؤيده 37%.
ومن ناحية أخرى، سيصوت السويسريون اليوم أيضا على اقتراح بحظر تصدير السلاح، وهي مسألة تضع الاعتبارات الأخلاقية في مواجهة مع المصالح الاقتصادية والاستراتيجية.
وقدم الاقتراح جماعات سلمية ويسارية تحاول وضع حد "لتجارة الموت" على حد وصفها.
وعلى الرغم من ذلك، تعارض الحكومة الفيدرالية والأحزاب المحافظة هذا الاقتراح للآثار التي سيخلفها على الابتكار الصناعي وعلى الحالة المالية بسويسرا وخاصة على سوق العمل.
يذكر أن مراكز الاقتراع ستغلق الساعة 11 ت ج وستعلن النتائج في الساعات الأولى من مساء اليوم.(إفي)