موسكو، 21 يونيو/حزيران (إفي): بدأت روسيا اليوم خفض إمدادات الغاز الطبيعي عن بيلاروسيا على خلفية نزاع قائم بين الجانبين بشأن عدم سداد الأخيرة لديون متراكمة وسط مخاوف من احتمال أن يؤثر القرار على الامدادات إلى أوروبا، فيما أعلنت وزارة الطاقة في مينسك استعدادها لضمان نقل الغاز الروسي إلى القارة العجوز واتخاذ الاجراءات اللازمة لتنفيذ هذا الأمر.
وقال المتحدث الرسمي بإسم الوزارة ليودميلا زينكوفيتش لوكالة (إنترفاكس) الروسية للأنباء "نعد حاليا الاجراءات اللازمة لضمان نقل الغاز الروسي دون انقطاع إلى أوروبا عن طريق الأراضي البيلاروسية".
وأشار زينكوفيتش إلى أن هذه الاجراءات تأتي بعدما خفض كونسورتيوم (غازبروم) الروسي خفض امدادات الغاز لبيلاروسيا بنسبة 15%.
ونقلت وسائل الاعلام الروسية أن الرئيس، ديميتري ميدفيديف، أعطى الضوء الأخضر لشركة "غازبروم" بخفض صادرات الغاز إلى بيلاروسيا، لكنه أوصى في الوقت نفسه بمتابعة المشاورات مع مينسك للتوصل لحلول بهذا الشأن.
وكانت المباحثات بين "غازبروم" ووزارة الطاقة البيلاروسية، بشأن الديون، قد وصلت إلى طريق مسدود السبت، وحذرت الشركة الروسية الطرف الآخر من المساس بإمدادات ترانزيت الغاز إلى أوروبا.
وتمر 20% من امدادات الغاز الروسي إلى أوروبا بأراضي بيلاروسيا، في حين تمر نسبة الـ80% المتبقية عن طريق شركة (نافتوجاز) الأوكرانية الحكومية.
وأعلنت (نافتوجاز) استعدادها لزيادة الحجم المنقول لأوروبا، اذا ما كان هذا ضروريا وفقا لما أكده مكتب وكالة أنباء (إنترفاكس) في كييف.
وبدأ كونسورتيوم (غازبروم) الروسي اليوم في قطع امدادات الغاز لبيلاروسيا بسبب فشل التفاوض بخصوص ديونها.
وبدأ خفض ضخ الغاز لبيلاروسيا اليوم الساعة 10.00 بتوقيت موسكو (6.00 ت.ج.)، وفقا لما أكده رئيس (غازبروم) أليكسي ميلر.
وأشار ميلر إلى أن القطع سيبدأ بشكل تدريجي يوميا من 15% ليصل إلى 85%.
وقال المتحدث الرسمي باسم (غازبروم) سيرجي كوبريانوف "بدأنا بـ15% وسنصل بشكل تدريجي إلى 85%، ومعدل قطع الامداد سيعتمد على موقف بيلاروسيا من حل مشكلة الدين"، وفقا لوكالة (إنترفاكس).
وتدفع بيلاروسيا منذ بداية العام الجاري حق الغاز المصدر لها بتعريفة أرستها مينسك بشكل أحادي وأقل من المتفق عليها في العقد المبرم بين البلدين، مما تسبب في تولد ديون بقيمة 200 مليون دولار.
وقال أليكسي ميلر رئيس (غازبروم) خلال اجتماعه اليوم مع ميدفيديف "بيلاروسيا تعترف بالديون ولكنها تقترح السداد عن طريق الأجهزة والماكينات وغيرها من البضائع".
وأشار ميدفيديف إلى أنه طبقا للقوانين الروسية، فإن جميع المدفوعات الأجنبية يجب أن تسدد نقدا، وأضاف "(غاز بروم) لا يمكنها قبول تلقي نقودها في صورة زبدة وخبز وجبن أو طرق أخرى للدفع.
وكانت (غازبروم) قد حذرت بيلاروسيا من أنها ستخفض امدادات الغاز بنسبة 85%، بحيث تضخ فقط الكمية اللازمة للحفاظ على ضغط الشبكة، وضمان وصول الغاز للمستهلكين الأوروبيين.
يذكر أن خلافات روسيا بشأن أسعار الغاز مع جيرانها أصبحت مبعث قلق لأوروبا حين أوقفت امداداتها لنحو اسبوعين في يناير/كانون ثان 2009 على خلفية جدال بين موسكو واوكرانيا حول الأسعار وشروط العبور.
لكن غازبروم، التي تحتكر قطاع الغاز في روسيا، تقول ان لديها القدرة على تحويل امدادات الغاز الاوروبية بعيدا عن روسيا البيضاء وان تأثير التخفيضات سيكون أقل حدة نظرا لتراجع الاحتياجات في وقت الصيف. (إفي)