صلاح سيد.
القاهرة، 17 يناير/كانون ثان (إفي): تبقى بطولة الأمم الأفريقية المقبلة في غينيا الاستوائية والجابون ذات نكهة مختلفة لجميع المنتخبات المشاركة فيها، لكن ذلك الاختلاف يبقى جليا بالنسبة لمنتخب "نسور قرطاج".
فالنسخة المقبلة هي الأولى لأبطال عام 2004 ، منذ الثورة التي فتحت الباب أمام ما يعرف بالربيع العربي والتي أطاحت أول ما أطاحت بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير/كانون ثان عام 2010.
وجاء تأهل المنتخب التونسي إلى نسخة 2012 من العرس الأفريقي من الباب الضيق، بعد أن كان الفريق أحد أفضل الثواني، خلف بوتسوانا التي تصدرت المجموعة الحادية عشرة على حين غرة، لكن ذلك لن يحول دون أن يبدأ الآن "حلم ربيع كروي".
وبدأ نسور قرطاج حلم التأهل إلى أمم أفريقيا تحت قيادة فنية للمدرب الفرنسي برتران مارشان، الذي رحل سريعا لسوء النتائج، ليسند الاتحاد إلى قائد الفريق السابق وظهيره الحر القديم سامي الطرابلسي مهمة كانت تبدو شبه مستحيلة، إلا أن الأخير كان على مستوى المسئولية وحافظ على ظهور منتخب بلاده وسط الكبار.
واستحق الطرابلسي (43 عاما) الانفراد بمنصب الرجل الأول بعد رحيل مارشان، حيث كان قد نجح في الفوز ببطولة أفريقيا للمحللين، وبعد أن فاز بثقة لاعبيه وكذلك بتذكرة التأهل، استحق أن يبقي الاتحاد عليه أملا في حصد اللقب القاري الثاني.
وبدأ المنتخب التونسي استعداداته في إسبانيا بمباراتين وديتين مع منتخبي إقليمي الباسك وكتالونيا، حيث فاز على الأول وتعادل مع الثاني، قبل أن ينقل معسكره إلى دبي حيث فاز على السودان بثلاثية بيضاء قبل أن يخسر أمام كوت ديفوار بثنائية دون رد، في مباراة حملت الكثير من علامات الاستفهام حول أداء الفريق.
لكن الطرابلسي يصر على أن فريقه يسعى وراء اللقب الأفريقي، خاصة في غياب عدد من المنتخبات الكبرى عن البطولة أبرزها نيجيريا والكاميرون فضلا عن مصر حاملة لقب النسخ الثلاثة الأخيرة.
بيد أن الوضع على الأرض في البطولة سيكون عسيرا، بعد أن أوقعت القرعة منتخب تونس في مجموعة الموت الثالثة التي تضم إلى جواره كلا من الجابون والنيجر، فضلا عن شقيقه المغربي الذي يستهل أمامه مشواره في البطولة في معركة تكسير عظام مبكرة.
كما أن التأهل في المركز الثاني قد يؤدي إلى صدام مبكر مع غانا، التي يتوقع لها ألا تجد صعوبة كبيرة من أجل تصدر المجموعة الرابعة.
وحرص الطرابلسي على ضم فريق شاب إلى حد كبير في البطولة الأفريقية، يقوده من داخل الميدان المدافع المخضرم صغير السن كريم حقي (27 عاما/66 مباراة دولية) المتألق مع هانوفر الألماني وقبله مع باير ليفركوزن.
وخلف حقي، يقف أيمن المثلوثي حارس مرمى النجم الساحلي، بينما يقف إلى جواره المخضرمان علاء الدين يحيى لاعب لانس الفرنسي وأنيس البوسعايدي لاعب روستوف الروسي (كلاهما 30 عاما)، والشاب عمار الجمل (24 عاما) لاعب يانج بويز السويسري.
وفي خط الوسط، أعاد الطرابلسي الرونق إلى الموهوب شوقي بن سعادة (27 عاما) لاعب نيس الفرنسي، كما يعتمد كثيرا على ثلاثي الترجي بطل أفريقيا بداية من صخرة الوسط مجدي ترواي (28 عاما) مرورا بالماهر الصغير يوسف المساكني (21 عاما) ووصولا إلى المخضرم الصغير أسامة الدراجي (24 عاما).
وفي خط الهجوم، يبدو عصام جمعة (28 عاما) لاعب لانس الفرنسي هو الأكثر خبرة، فيما لا تزال الجماهير التونسية بانتظار الكثير من أمين الشرميطي (24 عاما) لاعب زيورخ السويسري.
ورغم صعوبة المجموعة، يبدو البعض متفائلا بوجود المنتخب المغربي، الذي تغلب عليه نسور قرطاج في طريقهم نحو اللقب الأفريقي الوحيد حتى الآن بهدفين لواحد قبل ثمانية أعوام، بعد أن أهدر منتخب 1994 على أرضه فرصة أخرى لجيل ذهبي.
ويظل لقب 2004 هو الأفضل وسط 14 مشاركة تونسية، بعد أن كان الفريق قد خسر نهائي عامي 1965 أمام غانا و1996 أمام جنوب أفريقيا. لكن الذكريات الأخيرة تبقى سيئة، حيث اكتفى "نسور قرطاج" بدور الثمانية عامي 2006 و2008 قبل أن يودع الفريق سريعا من الدور الأول في 2010.
ولم ينعكس هذا التراجع على النتائج في أمم أفريقيا فحسب، بل خرج الفريق أيضا من تصفيات مونديال 2010 رغم أنه كان أقرب من نظيره النيجيري المتأهل، بعد ثلاث مرات من اللعب في كأس العالم على التوالي، أعوام 1998 و2002 و2006.
لكن أول صعود للمونديال كان في الأرجنتين عام 1978 ، إلا أن الفريق لم يبرح في مشاركاته الأربع الدور الأول، في إحدى علامات الخريف المنتهي الذي بات يأمل في أن يتحول إلى ربيع رياضي اعتبارا من الآن. (إفي)