تتأثر الاسواق العالمية بموجة تشاؤم كبيرة مصحوبة بتساؤلات من قبل المستثمرين عن الخطوة المقبلة التي ستجبر البنوك المركزية حول العالم بالتدخل في الاسواق من جديد لمساعدة الاقتصاد على اكمال مسيرة التعافي الاقتصادي.
كانت القوة المسيطرة على الاسواق خلال الاسبوع الماضي على الاسواق هي توقعات المستثمرين بتدخل البنك الفدرالي الامريكي بالمزيد من الخطط التحفيزية حيث اكد محضر اجتماع البنك الفدرالي بخصوص قرار الفائدة و خطاب برنانكي يوم الجمعة قرب تلك الخطوات التحفيزية.
وسط الاجواء العاصفة التي يعيش بها المستثمرون لا تزال الحرب قائمة بين الدول الغربية و الاسيوية من خلال العملات اذ ستحمل الخطوات التي سيتم اتخاذها من قبل البنك الفدرالي الامريكي اعباء كبيرة على منطقة اليورو و بالاخص على العملة الاوروبية الموحدة و التي ستستمر بالارتفاع, بالاضافة الى الخطوات التي من المتوقع ان يتخذها البنك المركزي البريطاني ايضا لتحفيز الاسواق و التي ستأثر بالسلب على اقتصاد القارة العجوز و عملية التعافي.
سيركز المستثمرون انظارهم خلال الاسبوع الحالي على بريطانيا و البنك المركزي البريطاني اذ تزداد التوقعات بشأن تدخل البنك من جديد في الاسواق و توسيع شراء الاصول المتعثرة بفعل تباطؤ عملية التعافي و انقسام اعضاء البنك حول الخطوة المقبلة لإنقاذ الموقف و اعادة الاقتصاد للنمو على المدى الطويل.
خطط الانفاق الحكومي تأسر عقول المستثمرين
ستبقى بريطانيا محط انظار المستثمرين هذا الاسبوع اذ سيصدر عن البنك المركزي البريطاني محضر اجتماع قرار الفائدة الاخير و التي بقيت معدلات الفائدة عند ادنى مستويات لها منذ تأسيس البنك عند 0.50 بالمئة, بالاضافة الى اعلان المستشار البريطاني و وزير الخزينة ازبون عن خططه لتقليص العجز في الميزانية عن طريق تخفيض الانفاق الحكومي.
و تمثل الخطوتان نهاية المعضلة البريطانية, اذ سيستطيع المستثمرين من تحديد مسار الاقتصاد البريطاني خلال الفترة المقبلة اذ سيعكس محضر الاجتماع التفرقة الحاصلة بين صناع القرار في البنك عن الخطوات اللازم اتباعها لتنشيط عملية التعافي و السيطرة على التضخم اذ من المتوقع ان يكون قد استمر عضو البنك اندرو سنتانس بمطالباته بسحب السيولة الكبيرة من الاسواق بالاضافة الى رفع معدلات الفائدة المركزية من اجل السيطرة على التضخم, في حين بدأ العضو ادم بوسين بالمطالبة بالمزيد من الخطط التحفيزية من اجل انعاش الاقتصاد الامر الذي قد يدفع معدلات التضخم بالارتفاع للاعلى خلال الفترة المقبلة.
و من المتوقع ان يشهد محضر الاجتماع انقسام اعضاء المجلس بنسبة 8 – 1 و لكن مع مطالبات العضو بوسين بالمزيد من الخطط, قد تشهد الاسواق انقسام اعضاء المجلس بشكل اكبر مما كان مشهودا خلال الاشهر الثلاث التي سبقت قرار الفائدة لشهر ايلول.
و سيأتي يوم الاربعاء كأهم يوم في هذه السنة بسبب اعلان السيد اوزبورن عن خططه لتقليص الانفاق الحكومي بالتفاصيل حيث ستتصمن الخطة على الاغلب رفع قيمة الضرائب من اجل رفع العوائد الحكومية منها و من المتوقع ان تظهر الخطة تفاصيل اخفاض انفاق ما يقارب 83 مليار جنيه استرليني للقضاء على العجز في الميزانية على مدى الاعوام الخمسة المقبلة.
من المتوقع ان تخفض الحكومة انفاقها على قطاع التعليم بنسبة 20.0 بالمئة و قطاع الدفاع بنسبة 10.0 بالمئة في حين ستخضع الاقسام الغير محمية في الحكومة الى اقتطاعات قد تصل الى 30.0 بالمئة, بالاضافة الى تخفيض المعونات التي تقدم للعاطلين عن العمل.
و لكن تخفيض الانفاق سيضع المزيد من الاعباء على عملية التعافي الاقتصادي الامر الذي سيأخذ المستثمرين الى نقطة الصفر و توجيه انظارهم للمنقد, الا وهو البنك المركزي البريطاني و كيفية التعامل مع الاوضاع الجديد لضمان استمرار التعافي و عدم تراجعه لمواجهة ركود جديد.
ستأتي تقارير اخرى من منطقة اليورو بخصوص قطاعات الصناعة و الخدمات و اداء كل منهما خلال شهر تشرين الثاني و التي من المتوقع ان تتباطأ الاوضاع بهما, لا يزال اليورو المفضل حاليا بين المستثمرين الامر الذي ساعده على الارتفاع امام معظم العملات, في حين قرارات بريطانيا الاقتصادية ستعمل على تأرجح الجنيه الاسترليني خلال تداولات الاسبوع.