من وارن ستروبل وجون ايرش
واشنطن (رويترز) - بعد شهور من الصمت من خاطفي الصحفي الأمريكي جيمس فولي تلقت عائلته ليلة 13 أغسطس آب رسالة تقشعر لها الأبدان: فولي سيعدم ردا على الضربات الجوية الأمريكية على مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية.
وأطلعت الأسرة الحكومة الأمريكية على الرسالة. وقال فيل بالبوني المدير التنفيذي لموقع جلوبال بوست الاخباري ومقره بوسطن والذي كان فولي يعمل لحسابه إن مكتب التحقيقات الاتحادي الذي يتعامل مع قضايا تشمل مواطنين أمريكيين مخطوفين ساعد في صياغة رد ومناشدة لأجل الرحمة.
وقال بالبوني في مقابلة عبر الهاتف "كانت مناشدة من اجل الرحمة. كانت بيانا بأن جيم صحفي بريء" يحترم شعب سوريا حيث كان محتجزا.
وتمنت عائلة فولي واصدقاؤه ان يكون المتشددون يخادعون وأنهم يريدون فدية.
وبعد مرور ستة أيام صدم متشددو الدولة الاسلامية أمريكا يوم الثلاثاء بفيديو بشع نشر على موقع يوتيوب يظهر ضرب عنق فولي (40 عاما) بيد رجل ملثم متسربل بثياب سوداء هدد أيضا بقتل ستيفن سوتلوف وهو صحفي أمريكي آخر.
وجاء قتل فولي -الذي يبرز كيف أن سوريا ربما اصبحت أخطر دولة بالنسبة للصحفيين- بعد جهود مكثفة من جلوبال بوست وآخرين لتحديد هوية خاطفيه ورغم مبادلات قصيرة عبر البريد الالكتروني بين المتشددين وعائلته أواخر 2003 بشأن فدية محتملة.
وقال متحدث باسم جلوبال بوست إن الخاطفين طلبوا فدية 100 مليون يورو أو حوالي 135 مليون دولار مقابل الافراج عنه.
ورفض البيت الابيض التعليق على التحذير بشأن فولي لكنه قال إن قوات العمليات الخاصة أرسلت الى سوريا في وقت سابق هذا الصيف في مهمة سرية لانقاذ رهائن امريكيين بينهم فولي لكنها لم تعثر عليهم.
وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض كيتلين هيدن "منذ أسره.. نستخدم كل وسيلة لدينا لمحاولة اعادته الى الوطن.. الى اسرته.. ولجمع أي معلومات وكل المعلومات التي يمكن ان نحصل عليها بخصوص مكانه ووضعه والتهديدات التي واجهها."
وتعهد اوباما يوم الأربعاء بأن تواصل الولايات المتحدة دعم العراقيين في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
*شخص استثنائي
وكان فولي الذي سبق احتجازه في ليبيا خطف يوم 22 نوفمبر تشرين الثاني 2012 في محافظة ادلب السورية حين كان هو ورفاقه في طريقهم الى الحدود التركية.
وقال ديدييه فرانسوا وهو مراسل حربي فرنسي مخضرم احتجز مع فولي وافرج عنه مع ثلاثة رهائن فرنسيين آخرين في ابريل نيسان إنه ليس لديه شك يذكر في أن فولي كان تحت سيطرة الدولة الاسلامية أو تابعين لها طوال احتجازه.
واضاف لرويترز "الرجل الذي قتله هو الرجل الذي أخذه منذ البداية."
وقال فرانسوا انه كان مع فولي من أغسطس آب الماضي حتى ابريل نيسان وانه احتجز ايضا نحو تسعة اشهر مع سوتلوف.
وقال فرانسوا عن فولي "كان شخصا استثنائيا له شخصية قوية. كان رفيقا لطيفا في الاحتجاز لأنه كان قويا ومتعاونا. لم يستسلم مطلقا للضغط والعنف من خاطفيه."
وقال نيكولا هينان وهو فرنسي آخر مفرج عنه متحدثا لمجلة اكسبريس الفرنسية إن فولي كان يعامل أسوأ من باقي المحتجزين بعدما فتش المتشددون جهاز الكمبيوتر الخاص به واكتشفوا أن اخاه يخدم في سلاح الجو الأمريكي.
واضاف هينان للمجلة "بسبب ذلك ولأنه كان امريكيا نال معاملة سيئة زائدة. اصبح مستهدفا من السجانين لكنه ظل عنيدا."
*محادثات الفدية
وقال بالبوني إن عائلة فولي تلقت في نوفمبر تشرين الثاني 2013 أول رسالة عبر البريد الالكتروني من محتجزيه تطلب فدية وتقدم دليلا على أنه حي.
واضاف أن المراسلات لم تستمر طويلا وانما كانت رسائل "قليلة جدا". واضاف ان الخاطفين "لم يكونوا ثرثارين."
وسرعان ما صمتت الاتصالات ولم ترد رسائل أخرى للعائلة حتى الاربعاء الماضي.
وتقول الحكومة الأمريكية إن لديها سياسة صارمة بعدم دفع فدية في حالات الخطف او تشجيع اطراف ثالثة على عمل ذلك وهي سياسة تختلف عن كثير من الحكومات الأوروبية. وتتبع الحكومة البريطانية نهجا مشابها لنهج الولايات المتحدة.
وقال بالبوني ان الدولة الاسلامية كانت في ذلك الوقت "مشغولة بالافراج وتلقي فدى لرهائن آخرين." واضاف "اعتقدنا أن المحتجزين الأمريكيين والبريطانيين سيكونون آخر محتجزين" يمكن ان يفرج عنهم.
*موجة من الخطف
وكان فولي واحدا من عشرات الصحفيين الذين خطفوا في سوريا اثناء الحرب الاهلية المندلعة هناك منذ اكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة.
وتقول لجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك انها وثقت خطف 80 صحفيا في سوريا منذ 2011 بينهم 65 على الاقل في العام الماضي وحده. وقال نائب مدير اللجنة روبرت ماهوني إن كثيرا منهم سوريون.
واضاف "لم نوثق مطلقا كل هذا العدد من عمليات الخطف في صراع واحد مثلما حدث في سوريا."
ويعتقد أن أكثر من 20 صحفيا ما زالوا محتجزين في سوريا وفقد آخرون عديدون.
وقال ماهوني انه حتى قتل فولي كان المتشددون يبقون أغلب الرهائن الأجانب أحياء على أمل الحصول على فدية أو مكسب سياسي.
(اعداد عماد عمر للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)