بوسان (كوريا الجنوبية)، 4 يونيو/حزيران (إفي): بدأ وزراء الاقتصاد ومحافظو البنوك المركزية في مجموعة الـ20 اليوم في مدينة بوسان الكورية الجنوبية اجتماعا يستغرق يومين ويهدف إلى دفع المنظومة المالية العالمية في ظل المخاوف الناجمة عن أزمة ديون منطقة اليورو وخطط التقشف التي تتبعها العديد من دولها.
واستقبل وزير المالية الكوري الجنوبي، يون جيونج هيون، ممثلي مجموعة الـ20 في مبنى نوريمارو الواقع في إحدى جزر بوسان والذي استضاف عام 2005 قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك).
وفي تصريحاته قال نائب وزير المالية شين جي يون أن البيان سيتضمن أيضا دعوة لتعزيز النظام المالي في كل دولة وضمان صلابة ميزانيتها.
وبدأ اجتماع ممثلي مجموعة الـ20 بعشاء عمل لمراجعة الوضع الحالي للاقتصاد العالمي، والتركيز على التحديات التي تفرضها ديون أوروبا والإجراءات التي تتخذها بعض الدول لتقليل العجز.
ومن المتوقع أن يناقش ممثلو مجموعة الـ20 اليوم وغدا الإصلاح المالي وكيفية توطيد التعاون في سياسات الاقتصاد الكلي، فضلا عن الاستراتيجيات اللازمة لتجاوز الازمة العالمية.
كما يناقش الاجتماع سياسات الترشيد المالي عقب خطط التقشف التي أقرتها اليونان وإسبانيا والبرتغال ودول أوروبية أخرى للاسهام في استقرار منطقة اليورو، وتجاوز الأزمة التي أضافت إلى أجندة الاجتماع بعض القضايا الإضافية المتعلقة برؤوس الأموال وسيولة المؤسسات المالية.
وينتظر أن يناقش الاجتماع إمكانية فرض ضريبة مصرفية دولية تسمح بتحصيل مبالغ تستخدم في عمليات إنقاذ في المستقبل.
ومع ذلك يستبعد عدد من الوزراء التوصل لاتفاق في هذا الشأن في ظل الاختلافات بين اعضاء المجموعة، حيث تؤيد الولايات المتحدة والدول الأوروبية الضريبة في حين ترفضها دول أخرى مثل كندا والبرازيل والهند.
ويشارك في الاجتماع أيضا منظمات مالية دولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وتختتم فعاليات الاجتماع غدا السبت بإعلان مشترك سيمهد الطريق أمام قمة زعماء دول وحكومات مجموعة الـ20 في تورونتو بكندا يومي 26 و27 من الشهر الجاري.
ويغيب عن اجتماع اليوم وزراء مالية إندونيسيا وروسيا واليابان، علما بأن الأخير ناوتو كان تم اختياره اليوم رئيسا جديدا لحكومة طوكيو خلفا ليوكيو هاتوياما.
وكانت المديرة التنفيذية للبنك الدولي نجوزي أوكونجو إيويالا قد اشارت في وقت سابق اليوم إلى أن الجهود التي تبذلها الكثير من الحكومات لتخفيض عجزها المالي يمكن أن تشكل تهديدا على "التعافي الهش للاقتصاد العالمي".
وأوضحت أوكونجو إيويالا أن ارتفاع دين منطقة اليورو "يثير خطر العدوى" وخاصة بين الدول المجاورة لأوروبا وهو ما يعد، على حد قولها، تهديدا جديدا على التعافي العالمي.
يذكر أن مجموعة العشرين تتألف من الدول الصناعية الثمانية الكبرى، فصلا عن الاقتصادات الصاعدة، ويمثل أعضائها قرابة 90% من إجمالي الناتج العالمي و80% من حجم التجارة العالمية وثلثي سكان الكوكب. (إفي)