يقبل المغاربة بشكل واضح في الاونة الأخيرة على السلع التركية التي ملأت بكثرة السوق المحلية بمختلف أنواعها، خاصة أزياء الحجاب والملابس النسائية الأخرى، فضلاً عن مواد التجميل والأواني ومواد البناء والأحذية، كما أن السياح المغاربة أضحوا يفضلون الوجهة التركية للسفر وقضاء إجازاتهم الخاصة وعطلهم الصيفية.
وارجع مختصون ظاهرة إقبال قطاع عريض من المغاربة على السلع التركية إلى عوامل سياسية تتمثل في العلاقات الوطيدة بين تركيا والمغرب في ظل حكم حزب العدالة والتنمية في البلدين معاً، وإلى جودة البضائع التركية وتناسبها مع الذوق المحلي، علاوة على تأثيرات الدراما التركية التي غزت البيوت في البلاد خلال السنوات القليلة الأخيرة.
ويشار الي أن تركيا تعتبرمن العشر الأوائل الذين يمولون السوق المغربية في قطاع النسيج، كما أن هناك أزيد من 80 مقاولة تركية تعمل في المغرب في مجال التجهيزات التحتية والأشغال العمومية، ويبلغ حجم العلاقات التجارية بين البلدين أكثر من مليار دولار.
ومن ناحيته قال الدكتور إدريس بووانو، المتخصص في الشأن التركي، إن إقبال المغاربة على السلع التركية بمختلف أنواعها كان في السابق يرتكز أساساً على مواد البناء والألبسة والحلويات، إلا انه في الآونة الأخيرة ازداد بشكل لافت لأسباب مختلفة.
وحدد بووانو بعض هذه العوامل التي دفعت المغاربة نحو التجارة التركية، منها ما هو مرتبط بالعوامل السياسية، ذلك أن كثيراً من الشركات التركية بعد تسلم حزب العدالة والتنمية التركي لمقاليد الحكم في تركيا استفادت من علاقة قيادته مع قيادة حزب العدالة والتنمية المغربي، الذي عمل بكل قوة لدعوة الشركات التركية إلى الاستثمار في المغرب، كما لم يتوان في تسهيل دخول هذه الشركات والمؤسسات إلى البلاد.
وتابع أن هناك عاملاً آخر يتمثل في التحول الذي حصل في ذهنية التاجر أو المستثمر التركي نحو السوق الإفريقية عموماً، والعربية خصوصاً، ومنها المغرب إذ كان المستثمر التركي غالباً ما يعتبر السوق العربية والإفريقية سوقاً ثانوية وليس منها أي طائل.
وأكد أنه مع التوجه الجديد الذي تبناه حزب العدالة والتنمية التركي عقب تسلمه مقاليد تدبير الحكم في تركيا، والقائم على تعزيز علاقاته مع الدول العربية، حصل تحول للمستثمرين الأتراك الذين اكتشفوا أنهم ضيعوا فرصاً مهمة، ومن ثمة ضاعفوا من مجهوداتهم لضخ استثمارات مهمة جداً في البلدان العربية من بينها المغرب.
ولفت الخبير في الشأن التركي إلى سبب آخر وراء تدفق السلع التركية على المغرب، وازدياد حجم الاستهلاك لهذه السلع، وهو أن المواطن المغربي اكتشف جودة البضاعة التركية من جهة، كما شجعه عدم غلائها وملاءمتها لذوقه، مردفاً عاملاً آخر قد لا يقل أهمية، وهو ازدياد عدد السياح الذين يقصدون الوجهة التركية والعكس أيضاً، وهذا انعكس أيضاً على إقبال المغاربة على البضاعة التركية.
وتوجد محلات ودكاكين خاصة بالسلع المتنوعة المُستوردة من بلاد الأتراك في عدد من المدن الكبرى، خاصة الرباط والدار البيضاء ومراكش وأكادير وغيرها، حيث يُلاحظ إقبال لافت للزبائن المغاربة على اقتناء وتجريب البضائع المصنوعة في تركيا لأسباب مختلفة.
www.nuqudy.com/نقودي.كوم