انخفضت الأسهم الأسيوية اليوم خلال التداولات الصباحية بعد تجدد المخاوف في الأسواق حول أزمة الديون العامة في اليونانية خاصة بعد أن دعا رئيس الوزراء اليوناني الاتحاد الأوروبي و صندوق النقد الدولي لعقد اجتماع الأمر الذي حقن التوقعات بقيام اليونان بطلب خطة الانقاذ المتفقة عليها سابقا, بدأت الأسهم الأوروبية بارتفاع طفيف بعد البيانات التي أظهرت تحقيق فاضا بالميزان التجاري بالإضافة لتحسن المستويات العامة للاسعار في المنطقة.
دعا رئيس الوزراء اليوناني أمس جورج باباندرييو اجتماعا مع الاتحاد الأوروبي و صندوق النقد الدولي الذي سيقام في العاصمة اليونانية أثينا في 19 نيسان, تقترب اليونان أكثر فأكثر إلى طلب المساعدة المالية البالغة 45 مليار يورو التي سيتحمل ثلث عبئها الاتحاد الأوروبي و الباقي من صندوق النقد الدولي.
حزمة المساعدات البالغة 45 مليار يورو هي فقط لحل المشاكل في هذا العام حيث تشير الكثير من آراء الخبراء أن اليونان سوف تبقى في حالة عجز لسنوات عديدة و سوق تحتاج خلالها لتمويل من قبل الاتحاد الأوروبي و صندوق النقد الدولي, التي تتزايد التوقعات بأن تصل 90 بليون يورو خلال 2011-12.
يبدو أن محاولات اليونان لتقليص العجز لم تكفي ، التي شملت الاجراءات مكثفة لتقليل الإنفاق الحكومي و تجميد الرواتب الى غيرها من إجراءات صارمة التي لاقت ترحيب من الدول الأوروبية و معارضة شديدة في المجتمع اليوناني.
يقام اليوم اجتماع ايفن الغير رسمي لوزراء المالية الأوروبيين للاتفاق على كيفية مكافحة عجز الميزانيات في الدول الأوروبية, أوروبا تحاول حماية عملتها المشتركة التي فقدت 5% من قيمتها حتى الآن منذ بداية العام, المشاكل في أوروبا لا تقتصر على اليونان فقط، حيث تواجه ايطاليا و اسبانيا و البرتغال سيناريو يقارب إلى نظيرها اليوناني.
البيانات الأوروبية دعمت مستويات الثقة
تحسنت المستويات العامة للأسعار بمنطقة اليورو خلال آذار مدعومة بالارتفاع الملحوظ باسعار النفط الخام خلال الشهريين الماضيين, و هذا ما أدى لارتفاع تكلفة الطاقة على الشركات مما دفعها لرفع الأسعار لمواكبة الارتفاع في التكاليف, و دعمت الأسعار بارتفاع أسعار الكحول و التبغ بمنطقة اليورو بنسبة 0.4%.
قفزت عقود النفط الخام خلال الشهريين الماضيين بنسبة 25% لتسجل مستويات عليا حول 87$ للبرميل ببداية الأسبوع الحالي, و تمركزت معظم التداولات حول مستويات 80$ للبرميل مدعومة بتكهنات المستثمرين بقرب التعافي التام للاقتصاديات العالمية.
ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين خلال آذار إلى 0.9% ليأتي بذلك متوافقا مع التوقعات و أعلى من القراءة السابقة لنسبة 0.3%, و لكن تراجع مؤشر اسعار المستهلكين بمنطقة اليورو على المستوى السنوي خلال شهر آذار مسجلا 1.4% من 1.5% للقراءة السابقة التي كانت متوافقة مع التوقعات.
ارتفاع تكلفة الطاقة لدى الشركات سيدفعها لتقليص التكاليف بتسريح الموظفين حتى ووصلت معدلات البطالة في المنطقة خلال شهر شباط بنسبة 10% الاعلى منذ أكثر من 11 عاما , و هذا بدوره سيقلص مستويات الانفاق الاستهلاكي لدى الأفراد , و سيدمر الثقة و الذي بدروه سيمحي جميع التطورات التي حققتها المنطقة خلال الفترة الماضية.
أظهر الميزان التجاري المعدل موسميا بمنطقة اليورو خلال آذار فائضا بقيمة 3.3 بليون يورو من فائض بقيمة 1.8 بليون يورو بينما جاء بأعلى من التوقعات التي كانت فائض بقيمة 3.0 بليون يورو, جاء الفائض في الميزان التجاري الأوروبي بعد أن ارتفعت الصادرات بنسبة 2.7%, بعد أن صعدت الورادات بنسبة 1.5%.
تحسنت الصادرات بعد أن تراجعت قيمة اليورو بنسبة 5.5% منذ بداية العام الحالي و هذا ما أعطى المنتجات الأوروبية ميزة التنافسية أمام البضائع الأخرى, و ارتفعت الصادرات بعد أن تحسنت مستويات الطلب العالمي على المنتجات الأوروبية بعد ما أظهرته الاقتصاديات العالمية و خاصة الأسيوية من اشارات لتسارع النمو خلال الربع الأول.
ارتفعت الصادرات الأوروبية للمملكة المتحدة خلال كانون الثاني بنسبة 3.6%, و صعدت بنسبة 2.4% , في حين تراجعت بنسبة 8.4% إلى الصين , ارتفعت لسويسرا بنسبة 1.4% , و انخفضت لروسيا بنسبة 5.0% و تراجعت لليابان بنسبة 1.3%.
بدأ البنك المركزي الأوروبي بسحب بعض خطط التحفيز الطارئة التي صممتها لمكافحة الأزمة المالية ، وأشار البنك الى انه لا يتعجل في رفع تكاليف الاقتراض في أي وقت قريب, و يتوقع ان تبقى المستويات حول 1% خلال عام 2010.
عزيزي القارئ , البيانات الاقتصادية الراهنة مختلطة و لكننا نريد دليل ملموس على قرب التعافي التام من مرحلة الركود, فمستويات النمو خلال الربع الماضي ضعيفة, معدلات البطالة مرتفعة, الطلب ضعيف, شروط الائتمان مشددة, المستويات العامة للأسعار منخفضة.