شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعات قوية في الفترة الأخيرة،وسط مخاطر المواجهة بين طهران والغرب فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني،حيث وصل سعر خام برنت الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى له في 9 أشهر، فيما سجل مستويات قياسية هي الأعلى على الإطلاق مقيَما باليورو والجنيه الإسترليني.
وقد بين خبراء إن أسعار النفط يجب أن تتراوح بين 90 و100 دولار للبرميل، إلا أنها قد تصل في حال توتر الأوضاع في إيران والمنطقة إلى قرابة 165 دولارا للبرميل.
وقال رئيس أبحاث السلع في وحدة إدارة الثروات في بنك UBS دومينيك شنايدر إنه بناءً على الأساسيات فإن سعر النفط يجب أن يتراوح بين 90 و100 دولار للبرميل، كما توقع ارتفاع أسعار النفط في حال تصاعد حدة التوتر في إيران إلى 165 دولاراً.
وأشار مدير المركز العالمي لدراسات الطاقة الدكتور ليو درولاس إلى أن المشكلة التي واجهتها السعودية في السابق هي أنها إذا قامت بشكل مفاجئ بزيادة إنتاجها النفطي، وتلا ذلك ضعف في السوق قد تنهار الأسعار. وهذا ما حدث في اجتماع أوبك في جاكارتا عام 1997 عندما أعطيت السعودية حصة إنتاج أكبر، وقامت المملكة بتلبية حصتها الجديدة وشهدت نمور آسيا وقتها أزمة اقتصادية ضارية، وعلى إثرها انخفضت أسعار النفط. وهذه التجربة حفرت بالذاكرة السعودية، وبالتالي فهم دائماً قلقون من غمر السوق بالنفط.
ولكنه أعرب عن عدم قلقه تجاه هذه الزيادة في الإنتاج، لأن حالة السوق حاليا مشدودة. وحث المملكة لعرض المزيد من نفطها لدفع الأسعار للتراجع قليلا، حيث إن السعودية تحتاج إلى سعر 95 دولارا للبرميل عند مستوى إنتاج 9 ملايين برميل يوميا، ليوازن إنفاقها الحكومي لهذه السنة. فسعر سلة أوبك حاليا عند 112 دولارا للبرميل مرتفع، وهو يعتقد أن السعودية قادرة على ضخ المزيد من النفط لمساعدة الاقتصاد العالمي على التعافي.
وأوضح البروفيسور بول ستيفنز، وهو العضو الأول في مركز Chatham House، أن السعودية تتمتع بقدرة إنتاجية تصل إلى 12.5 مليون برميل يوميا وبشكل مستدام، وشكك في رغبة المملكة بسد النقص بالطريقة التي يتوقعها الكثيرون، وفي حال قيامهم بسد هكذا نقص فإن القدرة الإنتاجية العالمية الفائضة ستنخفض، وفي ضوء المخاطر الجيوسياسية الأخرى، كالوضع في نيجيريا على سبيل المثال، فإن سعر النفط مرشح للصعود بسرعة.
وتحدثت رئيسة تحرير الشرق الأوسط في وكالة بلاتس كايت دوريان عن أسباب ارتفاع النفط المتمثلة بالأزمة الإيرانية، إضافة إلى الأزمة اليونانية واليورو، وأبدت شكوكها حول التوصل إلى حلول قريبة مع إيران, هذا بالإضافة إلى توقف الإنتاج في كل من سوريا واليمن.
وأشارت إلى احتمالية اضطرار السلطات الأمريكية لاستخدام الاحتياطيات الاستراتيجية للحد من ارتفاع أسعار الجازولين التي تقترب من مستويات 4 دولارات للغالون، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية.
وفي تعليق لها حول تقديم إيران خصومات سعرية, أكدت أن إيران لم تقم بتقديم أية خصومات على نفطها، وفي حال قيامه بذلك فإننا سنشهد قيام حرب أسعار في المنطقة.