كولومبو (رويترز) - دعا البابا فرنسيس سريلانكا إلى الكشف عن حقيقة ما حدث خلال حربها الأهلية الدامية ضمن عملية تصالح بين مختلف الديانات.
وفور وصوله إلى سريلانكا التي تقطنها أغلبية بوذية أبدى البابا دعمه لتشكيل لجنة حقائق تحقق في الحرب الأهلية التي استمرت 26 عاما بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الخميس وأخفق خلالها رئيس سريلانكا ماهيندا راجاباكسه في محاولته للفوز بفترة رئاسية ثالثة منهيا عقدا من تربعه على رأس السلطة.
ويقول منتقدو راجاباكسه إن حكمه كان يزداد تسلطا ويشوبه المحاباة والفساد. ونال مرشح المعارضة ميثريبالا سيريسنا 51.3 في المئة من الأصوات في الانتخابات.
وقال البابا "عملية المصالحة تحتاج أيضا إلى البحث عن الحقيقة ليس من أجل فتح جروح قديمة ولكن كوسيلة ضرورية لتعزيز العدل والتعافي والوحدة."
وتحدث البابا في مطار باندرنايكه الدولي حيث كان في استقباله سيريسنا ومجموعات من الراقصين وفريق غنائي من الأطفال. وقال سيريسنا إن زيارة البابا بركة لحكومته الجديدة.
والبابا فرنسيس هو أول بابا يزور سريلانكا منذ انتهاء الحرب عام 2009 . وانتهى القتال بين التاميل الهندوس الذين يمثلون أقلية والسنهاليين البوذيين الذين يمثلون أغلبية بهزيمة ساحقة للتاميل. وقدرت الأمم المتحدة في عام 2011 عدد القتلى في الهجوم الأخير للجيش بما يصل إلى 40 ألف مدني.
وسيبقي البابا (78 عاما) يومين في سريلانكا قبل توجهه إلى الفلبين ضمن جولة تهدف إلى دعم وجود الكنيسة في الدول النامية. والجولة التي تستمر أسبوعا هي ثاني جولة له في آسيا.
ويحمل البابا رسالة حوار بين الديانات لاقت ترحيبا في سريلانكا التي انتخبت الأسبوع الماضي حكومة تعهدت باحترام الأقليات الدينية التي عانت لفترة طويلة.
وقال سيريسنا "حكومتي تدعو للسلام والوئام بين شعبنا بعد التغلب على صراع إرهابي وحشي. لدينا ناس يؤمنون بالتسامح الديني والتعايش اعتمادا على إرث ديني قديم امتد قرونا."
ونحو 70 بالمئة من السريلانكيين بوذيون في حين يمثل الهندوس نحو 13 بالمئة والمسلمون عشرة بالمئة. ويمثل الكاثوليك نحو سبعة بالمئة وهم منقسمون بين سنهاليين وتاميل.
ودعا البابا إلى مجتمع يشارك فيه جميع الأطراف في سريلانكا في تصريحات موجهة على ما يبدو إلى الرئيس السابق راجاباكسه.
وقال "عملية إعادة البناء يجب أن تتضمن تحسين البنية التحتية وتلبية الاحتياجات المادية ولكن الأهم هو الحفاظ على كرامة الإنسان واحترام حقوقه وإدماج كل فرد في المجتمع."